لماذا بدا وجهها شاحب على غير عادة؟ .. لماذا شاخت؟ وبدأت تجاعيد الزمن تجر اذيالها عبثا" بملامح حسناء كانت تسر الناظرين؟ .
لماذا غاب شجعانها الميامين ؟ وطأطة رؤوس أبناءها المخلصين ؟.
لماذا التزم الصمت حكمائها ؟ وهم يعلمون ان الصمت هنا ليس أبلغ من الكلام .
لماذا غادرها من كان يشدوا بحبها طربا" ؟! ويدعي عشق هوائها حد الثمالة !!.
لماذا تركها من ترعرع في حوافيها ، ونشأ في ازقتها ، واركانها ، وهو لا يعرفو وطن آخر سواها ؟.
لماذا رحلوا كلهم دون ان يلقوا عليها تحية الوداع ؟.
لماذا كل هذا يا أحمد ؟ حتى انت لم تنقذها من ويلات السنين ، ولم تحميها من كيد المتصارعين ، وعبث المنتقمين .
لماذا يا أحمد ؟ فحين أطللت بإبتسامتك الدافئة ، أعدت اليها الحياة ، ولبست ثوب الأمل ، وهتفت يومها لك بأعلا صوتها فرحا" ( ضحكتك فيها كهربا) .
كانت يدك التي لوحت بها تعني لها النجاة . . كانت تراها كاليد التي من خلال الموج مدت لغريق ، وبريقا" يظمأ الساري له أين من عينيك ذياك البريق؟.
لماذا اختفى الجميع ؟!! لماذا تلاشوا ، لماذا ترجلوا دون ان يتلوا عليها بيان الهزيمة!!.
لتبقى وحدها شامخة بجسدها النحيل ، لانها لا تعرف كيف يكون الإنكسار .