آخر تحديث :الخميس-19 يونيو 2025-09:54م

لماذا يا أحمد ؟

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 09:10 ص
علي الخضر العجرة

بقلم: علي الخضر العجرة
- ارشيف الكاتب


لماذا بدا وجهها شاحب على غير عادة؟ .. لماذا شاخت؟ وبدأت تجاعيد الزمن تجر اذيالها عبثا" بملامح حسناء كانت تسر الناظرين؟ .

لماذا غاب شجعانها الميامين ؟ وطأطة رؤوس أبناءها المخلصين ؟.

لماذا التزم الصمت حكمائها ؟ وهم يعلمون ان الصمت هنا ليس أبلغ من الكلام .

لماذا غادرها من كان يشدوا بحبها طربا" ؟! ويدعي عشق هوائها حد الثمالة !!.

لماذا تركها من ترعرع في حوافيها ، ونشأ في ازقتها ، واركانها ، وهو لا يعرفو وطن آخر سواها ؟.

لماذا رحلوا كلهم دون ان يلقوا عليها تحية الوداع ؟.

لماذا كل هذا يا أحمد ؟ حتى انت لم تنقذها من ويلات السنين ، ولم تحميها من كيد المتصارعين ، وعبث المنتقمين .

لماذا يا أحمد ؟ فحين أطللت بإبتسامتك الدافئة ، أعدت اليها الحياة ، ولبست ثوب الأمل ، وهتفت يومها لك بأعلا صوتها فرحا" ( ضحكتك فيها كهربا) .

كانت يدك التي لوحت بها تعني لها النجاة . . كانت تراها كاليد التي من خلال الموج مدت لغريق ، وبريقا" يظمأ الساري له أين من عينيك ذياك البريق؟.

لماذا اختفى الجميع ؟!! لماذا تلاشوا ، لماذا ترجلوا دون ان يتلوا عليها بيان الهزيمة!!.

لتبقى وحدها شامخة بجسدها النحيل ، لانها لا تعرف كيف يكون الإنكسار .