آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-02:14ص

العشر منافع وذكر

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 12:42 ص
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


" ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام... "

بهذا أخبرنا النبي عليه الصلاة عن ربه والوعد من الله ثابت لا يتخلف " وعد الله لا يخلف الله الميعاد " في كل عام وعلى كل عمل صالح ، وعد في الدنيا وتوفية في الآخرة ، وفائدة أن يبلغنا النبي عليه الصلاة والسلام بعظيم ثواب الله وسعة جوده وعطائه هو أن نبادر ونسارع في اغتنام الفرصة قبل ضياعها ، وسيظهر لكل من يتأمل في مواسم الطاعات ومنها العشر مدى فضل الله وتيسيره على العباد كل ذلك حبا منه سبحانه في إقبال العباد على الطاعات فقد جعلها عشرا والعشر قليلة وجمع فيها كثيرا من الطاعات ونوعها مابين سهلة وشاقة ليعمل كل إنسان بما يمكنه وجعل الأجر عظيما على اليسير من الطاعات كالذكر باللسان " تسبيحا وتحميدا وتكبيرا وتهليلا " وبلغ بأجرها فوق أجر الجهاد إلا في رجل خرج بنفسه ماله ولم يرجع من ذلك بشيء "وقد ترك الأمر تطوعا في معظم الطاعات، إلا أن الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم حث وحض على الطاعة محبة في أن يرى إقبالا واسعا من العباد على الطاعات وأحب أن يستخلص أعظم مافي القلوب وهو التقوى وتعظيم شعائر الله " لن ينال الله لحومها ولا دماءًُها ولكن يناله التقوى منكم " " ذلك ومن يعظم

شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " وقد يؤدي حرص العبد على الطاعات إلى نتائج ذات تأثير عظيم على حياة العبد ومستقبله ومنها :

- بذل المزيد من الجهد في طاعة الله والخروج من مألوف العادات حتى في العبادات وهذا يعطي ثقة بأن في النفس قدرة على إعطاء المزيد من العطاء والإقبال في مواسم الطاعات يشهد بذلك

- زرع بذور الإيمان والخير والأعمال الصالحة من أجل استمرار العطاء فمتى نشأت محبة الله وطاعته من داخل النفس لزم عنها الطاعة والإستقامة


لقد نبتت في القلب منكم محبة * كما نبتت في الراحتين الأصابع


- في العشر ينظر الله إلى عرض العباد بأيِّ صورة يعرضون وبأيِّ زينة يتزينون وبأيِّ حلية يتجملون فإن كان بالإيمان والعمل الصالح فهو أحب شيء إليه ولا يبالي بعد ذلك بأي مظهر كانوا عليه

" ولباس التقوى ذلك خير "


إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه * فكل رداءٍ يرتديه جميل


- وفي العشر يتم استغلال الوقت ويعطي دربة ودرسا في تعلم استغلاله في الطاعة وما ينفع والوقت أثمن ما نمكله كما ورد في الحديث " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ "

- وفي العشر خروج من الغفلة لمن اجتهد فيها وعمل بواجب الإستعداد واليقضة لعل الشخص يكون أرضى على حاله في العشر لو جاءه الأجل منه في غيرها


يامن بدنياه اشتغل

وغره طول الأمل

الموت يأتي بغتة

والقبر صندوق العمل