آخر تحديث :الجمعة-06 يونيو 2025-11:29م

هل الوحدة اليمنية بذاتها هي السبب؟

الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 10:31 ص
عبدالجبار عوض الجريري

بقلم: عبدالجبار عوض الجريري
- ارشيف الكاتب


عبدالجبار عوض الجريري


هناك من يحمل الوحدة اليمنية مسؤولية الفشل الذي حدث في البلاد، والظلم الذي وقع على الجنوبيين، وهذا خطأ فادح، فالوحدة هي مشروع سياسي وليست شخوص بشرية حتى تتحمل فشل الأداء الذي شهدته البلاد بعد توقيعها.


فبعد توقيع اتفاقية الوحدة في 22 مايو 1990م، حدثت أخطاء جسيمة من النظام القائم حتى وصلت لإجبار الرئيس السابق علي سالم البيض لإعلان فك الارتباط عام 1994م.


وبعد عام 94 مارس النظام أساليب إقصائية وتمييزية ضد أبناء الجنوب، زادت تلك المعاملة السيئة من توليد كره شديد في قلوب الجنوبيين ضد الوحدة وتحميلها كل هذه المظالم.


فكان النظام يتعامل مع الجنوب وكأنها بلد محتل بمعنى الكلمة، فكان جل القضاة في المحافظات الجنوبية من أبناء الشمال، وأغلب مدراء الفروع الأمنية في الجنوب من الشمال، حتى محافظ محافظة بحجم حضرموت أو المهرة كان شمالي ولا يسمح النظام لأبناء المحافظات الجنوبية بالوصول للمناصب المهمة إلا من وجد تبعية كاملة له.


تعمد نظام علي عبدالله صالح أن يسيء للجنوبيين وأن يحول الوحدة من مشروع سياسي كان أمل لليمن إلى سوط للعذاب يفرض من خلاله الظلم والتهميش على الجنوب وتفكيكه وتمزيقه ونهب خيراته وثرواته، وتدمير مظاهر النظام والقانون فيه.


لعبت الشخصيات الجنوبية في نظام علي عبدالله صالح دور سلبي كبير في شرعنة الظلم وتغطيته والدفاع عنه في حين كان الجنوبيون يعانون مرارة الظلم والإقصاء والتهميش خاصة في حضرموت التي كان لها النصيب الأكبر من ذلك الظلم والنهب والتخريب.


بقراءة موضوعية ندرك أن الوحدة ليست سببا في ما حدث، فهي مشروع سياسي ونظام حياة، السبب هو نظام علي عبدالله صالح بمن فيه من الجنوبيين والشماليين، النظام هو من اساء للوحدة اليمنية لمحاربته العدالة والمساواة بين المواطنين، وتغذية الصراعات وفرض الظلم على أبناء الجنوب وإذلالهم، وعندما نقول نظام علي عبدالله صالح فالحديث ليس عن الرجل وحده بل عن منظومة متكاملة من الفساد والطغيان والنهب والسلب كان صالح يمثل رأس القيادة فيها.