آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-12:18ص

لماذا لا تُشغّل مصافي عدن لدواعٍ إنسانية؟

الثلاثاء - 20 مايو 2025 - الساعة 05:03 م
جميل محمد الشعبي

بقلم: جميل محمد الشعبي
- ارشيف الكاتب


تناقلت وسائل الإعلام المحلية في عدن، إلى جانب تصريحات لقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، أن فتح طريق صنعاء – الضالع يهدف إلى تسهيل وصول الغذاء والدواء إلى المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين عبر ميناء عدن، وذلك بعد استهداف موانئ الحديدة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. ولا خلاف على أهمية هذه الخطوة من منظور إنساني بحت، كونها تسهم في التخفيف من معاناة المدنيين.


غير أن المفارقة المؤلمة تكمن في أن سكان العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة يعانون بدورهم من أزمة إنسانية مزمنة، تتجسد في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل إلى 20 ساعة يومياً، في ظل موجات حر خانقة، دون حلول جذرية من الحكومات المتعاقبة أو المجلس الرئاسي أو حتى التحالف العربي الداعم للشرعية.


وفي الوقت الذي تستمر فيه السلطات باللجوء إلى حلول مؤقتة تعتمد على التماس الوقود من التجار لتشغيل محطات الكهرباء، يبرز سؤال منطقي وملحّ: لماذا لا يُعاد تشغيل مصافي عدن كحل استراتيجي مستدام لتوفير احتياجات محطات الكهرباء من الديزل والمازوت، وبالتالي التخفيف من معاناة ملايين المواطنين؟


أليس هذا الإجراء، بحد ذاته، يندرج ضمن الدوافع الإنسانية التي تُقرها الأديان والقوانين والضمير الإنساني؟ أم أن سكان عدن والمحافظات الجنوبية لا تنطبق عليهم معايير الإنسانية في نظر صناع القرار؟


سؤال نطرحه على الحكومة، بشقيها الشرعي والانتقالي، وعلى المجلس الرئاسي، وعلى التحالف العربي، علّنا نجد إجابة تعيد للإنسان في الجنوب شيئاً من كرامته وحقوقه الأساسية.