آخر تحديث :السبت-18 أكتوبر 2025-09:21م

اليمن.. بوابة في مهب العواصف

الإثنين - 19 مايو 2025 - الساعة 08:23 ص
صفوان القاضي

بقلم: صفوان القاضي
- ارشيف الكاتب


هكذا أضحت بلادنا زرية يعتصرها الأسى، ويتلاعب بها ريح الهلاك، بصدد السقوط والارتطام في الهاوية. بعد أن تهاوى هيكلها وانحنت قامتها، فهي تقف على عُكَّاز سليمان.. ودابة الأرض تأكل من سأته.

عواصفًا تهب من الخارج لاقتلاع جذورها في الداخل، وفوضى عارمة أيضًا، يختلقها الطوق في ظل ذلك القيد، مما يتسبب في عرقلة الحياة، والعيش بسلام. واختلاق أزمة وعناء، مما أدى لاستياء المواطنين في عدم القدرة على العيش الرغيد، التي تفرضه المادة وضرورة الحاجة، كحلم صعب المنال.

منذ قرابة عقد ونحن نقدح في مستنقع الوحل بين وعث الخيبة وشتات المجهول، نعمل ونجهد، نقاوم الحياة بكل قسوتها، أصبح الصراع من أجل البقاء قانون يسري رغم وزره الكاهل حِملهُ فوق طاقة المواطن، الكادح المغلوب على أمره، في زحام جبروتية اللصوص وسلب الحقوق، في ظل العشوائية وغياب الدولة.

حالٌ مأساويٌ فظيع، يعج بالحزن والرثاء في حضرة عزاء تعزير الواقع.. وما أوصلنا إليه القمع واصطكاك تفاقُم الإساءة منذ الطلقة الأولى لاندلاع الحرب، بشرارة تمزيق الوطن الواحد والسقف الواحد والبيت الواحد والشعب الواحد قبل التفرقة.

يتجذر هذا السرطان بالسطو على كل ممتلكات الدولة ومقدرات الشعب، والسيطرة على كل المؤسسات الحكومية بصدد اضطهاد البسطاء، وفق أحكام مخالفة للشرائع السماوية والقوانين الدستورية، والعمل بإدارة الدولة وفق أنظمة مُقنَّنة حسب هواه، وفيما يخدم صالحه الخاص وفرض تطبيقه تحت سياط القوة.

بالمقابل أصبح هذا المعتوه المدعو باسم الحوثي، ذريعة وأداة من أدوات إيران، لتنفيذ مخططات خارجية تصب في مكيال دمار اليمن.

على سبيل المثال:

تدمير البنية التحتية من قبل أمريكا في اليمن، لم يكُن أمرًا سهلاً ما ألحقت به من خراب في قصف مؤسسات الدولة. من موانئ ومطارات ومصانع.

ميناء رأس عيسى ومطار صنعاء ثم مصنع أسمنت باجل ومصنع أسمنت عمران وغيرها من الضربات التي تصب في مصلحة تنفيذ مخططات خارجية تحت مسميات مستعارة بقتال جماعة الحوثي على حساب دمار اليمن وإلحاق الضرر بما تبقى من مقدرات الدولة والعودة بنا إلى الصفر.

أي تواطؤٍ هذا يصل بنا إلى الحد لنصمت مما يفعله هؤلاء الحاقدون من مؤامرات خارجية عبر ذريعة داخلية لإجراء العملية وفق المخطط المرسوم لدى مشروع الغرب وكيانه الأشرار.

الزنديق المدعو بالحوثي هذا سيسقط ما تبقى من الوطن في الهاوية. ويوهم الشعب بأكاذيبه الضاحكة بأنه يجابه إسرائيل ويقاتل أمريكا ويخوض المعركة ضد العدوان بكل بسالة.

وفوق هذا كله يزعم بأنه يناصر غزة بالانتقام من اليمن وجلب المصائب واحدةً تلو أخرى للساحة اليمنية فيلوذ بالفرار إلى الفضاء الإلكتروني لاستعراض بطولاته هناك والتظاهر بالفروسية على مواقع التواصل الاجتماعي والساحة الإعلامية.

سذاجة، ما يحدُث طبعًا.