آخر تحديث :الثلاثاء-13 مايو 2025-11:17م

اليمن... الفُرصة التي لم تُقتنص بعد

الثلاثاء - 13 مايو 2025 - الساعة 04:31 م
هارون ابراهيم الواقدي

بقلم: هارون ابراهيم الواقدي
- ارشيف الكاتب


في لحظة فارقة من تاريخ أوروبا، كانت إسبانيا والبرتغال ترزحان تحت أعباء أزمات اقتصادية وسياسية عميقة، جعلت انضمامهما إلى الاتحاد الأوروبي ضربًا من الطموح المؤجل. لكن أوروبا، وهي تفكّر بعقلية الجماعة لا الأنانية، لم تتردد في مدّ يد العون، بل واستثمرت في تأهيل الدولتين، حتى أصبحتا لاحقًا من أعمدة المشروع الأوروبي.

اليمن اليوم، لا يختلف كثيرًا عن تلك المرحلة. دولة ذات موقع استراتيجي بالغ الأهمية، وعمق تاريخي وثقافي لا يُستهان به، لكنها تنهكها الأزمات وتتقاذفها التجاذبات.

السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لا تتعامل دول الخليج مع اليمن بالعقلية التي تبنّتها أوروبا مع جيرانها الضعفاء؟ لماذا لا ترى فيه مشروع استقرار ونهوض إقليمي، لا عبئًا يجب تفاديه؟

إن ما يمكن أن تكسبه دول الخليج من يمن مستقر، قوي ومؤهل، يتجاوز بكثير كلفة التردد والمخاوف. كما أن ما يمكن أن تخسره من استمرار حالة الانهيار فيه، أخطر مما يُتصوّر. فالفوضى لا تعترف بالحدود، والتخلف لا يعرف الجغرافيا.

اليمن لا يحتاج إلى صدقات، بل إلى شراكة تنموية حقيقية، تعيد دمجه في المحيط، وترفعه إلى مستوى فاعل في المنطقة، لا متلقٍ للمساعدات.

ولا يزال الأمل قائماً. فأن تُبادر متأخرًا خيرٌ من ألا تُبادر أبدًا.