آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-03:56م

أصوات ناعمة..ولكن شجاعة!

الإثنين - 12 مايو 2025 - الساعة 07:25 م
جابر محمد

بقلم: جابر محمد
- ارشيف الكاتب


في مشهد حضاري يعكس وعي المجتمع بحقوقه الأساسية، شهدت العاصمة عدن مظاهرة نسائية سلمية، تطالب بتحسين خدمات الكهرباء والماء التي بات انقطاعها يشكل معاناة يومية لسكان المدينة. هذا الحراك النسوي، الذي قادته نساء عدن بكل شجاعة وإصرار، لم يكن مجرد تعبير عن معاناة آنية، بل رسالة قوية تعكس وعيًا مجتمعيًا متقدمًا بحقوق المواطنين في العيش بكرامة، وإيصال الصوت بطرق سلمية وحضارية.

تأتي هذه المظاهرة في وقت تعاني فيه العاصمة عدن من أزمة كهرباء مستمرة، تحولت إلى ما يشبه "الثقب الأسود" الذي يبتلع الميزانية دون نتائج ملموسة. الإنفاق الضخم على مشاريع الكهرباء لم يحقق التحسن المأمول، بل ظل المواطن يواجه انقطاعات متكررة تعطل الحياة اليومية، وتعرقل سير الأعمال، وتزيد من معاناة الأسر، خاصة في فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات غير محتملة. هذا الهدر المالي المستمر دون حلول جذرية يثير تساؤلات حول كفاءة الإدارة وآليات الصرف المالي في هذا القطاع الحيوي، مما يجعل الحاجة ملحة إلى خطط واضحة وفعالة تنهي هذه المعاناة المتجددة.

ومع تعيين رئيسا جديدا للحكومة برئاسة الأستاذ سالم بن بريك، تتطلع الأنظار إلى استراتيجيات حقيقية تعالج هذه الأزمات بشكل جذري. من المهم أن تركز الخطط الحكومية القادمة على تحسين كفاءة الإنفاق، وتطوير البنية التحتية للكهرباء والمياه، وضمان الشفافية في إدارة المشاريع الخدمية، بحيث تصل الخدمات الأساسية إلى المواطنين دون عوائق. إن الرقابة الصارمة والتقييم المستمر للمشاريع من شأنه أن يضع حدًا للهدر المالي، ويضمن تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة.

التعبير السلمي الذي قادته نساء عدن يُعد خطوة متقدمة نحو تحقيق تغيير حقيقي في واقع الخدمات، لكنه يبقى مجرد بداية ما لم تجد تلك المطالب استجابة جادة من قبل الحكومة.