آخر تحديث :الخميس-17 يوليو 2025-11:37م

هل الدولة عقيمة من الكفاءات؟

الإثنين - 12 مايو 2025 - الساعة 04:41 م
محمد العنبري

بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


في كل مرة يعلن فيها عن تغييرات أو تدوير وظيفي في مناصب مدراء المديريات أو وكلاء المحافظة نتنفس قليلاً ونظن أن بارقة الأمل قد اقتربت وأن هناك نية حقيقية لتجديد الدماء وبث روح العمل في مفاصل الدولة لكن سرعان ما نصحو على الحقيقة المرة نفس الأسماء نفس الوجوه ونفس العقلية… فقط اختلف العنوان الوظيفي وتغير موقع الكرسي!


هل أصبحت الدولة عقيمة إلى هذا الحد؟ أليس في هذا الوطن شباب قادرون على الإدارة يمتلكون الطموح والرؤية والقدرة على التغيير؟ أين مئات الخريجين المتفوقين وأين أصحاب الخبرة النزيهة وأين من يحمل هم البلد لا هم الكرسي؟ أم أن الدولة ترى الكفاءة مرادفا للولاء والخبرة تقاس بعدد سنوات الجلوس على المكتب لا بنتائج العمل على الأرض؟


المثير للدهشة والسخرية أن من أخفق في إدارة مديرية يتم تكريمه بنقله إلى مديرية أخرى وكأن الفشل أصبح جواز مرور للترقي لا سببا للمحاسبة وكلما فشلت في موقعك زادت فرصتك في التدوير وربما في أن تصبح وكيلًا في يوم ما! يا لها من معادلة عبقرية!


إننا لا نعاني من قلة الكفاءات بل من قلة الفرص الممنوحة للكفاءات نعاني من سياسة التدوير داخل الحلقة المغلقة حيث يدور المديرون كالكراسي الموسيقية في حفل لا تنتهي موسيقاه بينما يترك الشباب المؤهل في الانتظار… أو الهجرة!


لا عقم في هذه الدولة إلا في الإرادة السياسية أما الأرحام اليمنية فتنجب كل يوم طاقات شابة يمكنها أن تصنع المعجزات لو وجدت من يثق بها ويمنحها الفرصة.


آن الأوان أن نقولها بوضوح لا نريد تدويرا للأشخاص نريد تغييرا في التفكير نريد ثورة إدارية تعطي للمستحقين فرصتهم لا مجرد تبادل مواقع بين المجربين!


وإلا فإننا سنظل ندور المشاكل كما ندور المديرين... بلا جدوى.