آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-05:15م

لا تُشبه أحدًا... قلبُها وطن، وعشقُها مقاومة. (معشوقتي)"

الإثنين - 12 مايو 2025 - الساعة 02:42 م
معتز الجعمي

بقلم: معتز الجعمي
- ارشيف الكاتب



منذ زمن وأنا أرغب في الكتابة عنها، عن سحرها الغامض، عن ذاك الجمال الفريد الذي لا يُشبه أحدًا، عن الحب الذي يتغلغل في ارجائها ويترك أثرًا لا يُمحى. لا أحد يقترب منها دون أن يقع في أسرها، لا أحد ينجو من فتنتها، فهي تمنح الشعور الذي لا يُقاوم، لا يسعني الا أن  اصفها بالمزاجية في حالاتها المتقلبة وكأنها تختبر صدق العاشقين.


هي دفء لا يُضاهى حين تحتضن، وبرودة تُشبه الغموض حين تتبدل. كأنها طفلة مدللة بمزاج متغير، لا تعرف الثبات ولكنها ساحرة في كل أحوالها. عنيدة حينًا، حنونة حينًا آخر، تُغدق بعطائها حتى يغرق من يقترب منها،  تتغير طبيعتها دون إنذار،  وكأنها تُريد اختبار الصبر، كشف الحقيقة، التأكد من أن الحب والانتماء لها ليس مجرد نزوة عابرة.


ذنبها الوحيد أنها معشوقة الجميع، أن الجميع ينجذب إليها ويسكنها بلهفة، تحتضنهم دون تفرقة أو شروط. سرّ جمالها لا يكمن فقط في بهائها، بل في إحساس ساكنيها العميق بالحرية، في الكبرياء الذي لا يقبل الخضوع، في الذكريات العابقة بالماضي، في الشعور الذي تُرسله لكل من اقترب منها—أنهم هنا أحرار، بلا قيود، بلا حواجز.


حرارتها ليست مجرد إحساس ، بل هي العرق المتصبب على جبين كل من عاش فيها، هي غليان الثائر الذي لا يهدأ، هي روح المقاومة التي تنتظر لحظتها الحاسمة لتكتب فصولًا جديدة من العزة والإباء. من يحتضنها يدرك أن النضال ليس خيارًا، بل قدر محتوم، وأن الانتظار على صفيح الأمل ليس ضعفًا، بل إعلانٌ صامتٌ عن معركة قادمة لا محالة.


يجلسون على حواف الصبر، قلوبهم مشتعلة، وأرواحهم متحفزة للخلاص. مكشرون عن أنيابهم، لا تهديدًا بل وعدًا بأن الظلم لن يدوم، وأن العتمة لن تطول، وأن الطوفان القادم ليس إلا بشائر النور الذي طال انتظاره. لا يهم إن كانت حقيقة أو حلمًا، إن كانت فكرة أو كيانًا، فما يدركه كل من وقع في أسرها أنها ليست مجرد محطة، بل قدرٌ يظل محفورًا في الذاكرة، لا يُنسى ولا يُمحى.



أتدرون من تكون؟  لا يهم إن عرفتم فالسحر في الغموض، والجمال في التورية، وكفى بذلك فتنة لا تقاوم.



معتز الجعمي