قيل لنا كثيراً إن الأسود لا تأكل الجيف وإن من له كرامة لا يطأطئ رأسه ولا يمد يده لما لا يليق بمقامه كنا نصدق ذلك بل ونتخذه مبدأ نعيش به ونقيس عليه الناس من حولنا.
لكننا اليوم نرى مشهداً مختلفاً نرى "أسوداً" كانت تزمجر في وجه الباطل تصافح الفساد بابتسامة نرى من كانوا يملأون المجالس حديثاً عن الشرف والمبادئ يبيعون كل ذلك بثمن بخس مقابل مصلحة مؤقتة أو منصب زائل أو حتى كلمة إعجاب.
تغيّرت القيم واختلطت الأصوات وأصبح من الصعب التمييز بين الأسد والضبع لم تعد المظاهر تكفي ولم تعد الشعارات تقنع فالجوع غيّر النفوس والمناصب بدّلت الطباع والزمان كشف كل مستور.
لكن رغم كل شيء لا يزال هناك من يرفض أكل الجيف ويعيش بكرامته حتى إن جاع أولئك هم من يستحقون الاحترام وهم من يصنعون الفرق في زمن تاهت فيه المبادئ.
حكيم جهاد
