حكم الله في قضية الموالي بالعدل وهو أن ينسب الابن لأبيه إذا عُرِفَ كزيد بن حارثة أو لمولاه إذا لم يعرف والده كسالم مولى أبي حذيفة ونهى عن قولهم " زيد بن محمد " أو " سالم بن أبي ربيعة وبذلك يكون قول الله " والله يقول الحق " حق من كل الوجوه فهو عدل في شرعه حيث أمر أن ينسب الولد إلى والده الحقيقي عند العلم بوالده فإن لم يُعرَفُ فيُنسَب إلى مولاه بلفظ الولاية لإنه ليس أبا له ومن قول الحق الإخبار بالصدق فقد أخبر الله بالصدق المطابق للواقع والله يقول الحق في الحكم الذي حكم به فإذا كان الناس في الجاهلية عدلوا عن الحق في هذه القضية فجعلوا الابن بالتبني كولد الصلب فإن الله لم يقرهم على الباطل وبنى الحكم فيها على الحق فليست زوجة المولى تحرم على من تبناه إذا طلقها وانقضت عدتها ورغب في نكاحها
" *والله يقول الحق* " يقول الحق الكامل ظاهرا وباطنا فالألفاظ قوالب للمعاني وقد وضع معانيه في أحسن ألفاظه وأكملها ونصح لعباده وشرع لهم من الأحكام ما يصلحهم وينفعهم ولذلك فقد جعلني قول الله تعالى " *والله يقول الحق وهو يهدي السبيل*" أتعجب كيف ظل ناس عن كلام الله وذهبوا يطلبون الهدى في غيره فقالوا إن ظواهر القرآن كفر تعالى الله عما يقولون !
حتى المتشابه في القرآن ستجد أنه حق وهو بحمله على المحكم وبنص الآية وذلك أن المتشابه إذا احتمل معنا صحيحا وآخر فاسدا قلنا " والله يقول الحق " فأخذنا بالحق وتركنا الفاسد كما قالت الخنساء تمدح صخرا ولله المثل الأعلى :
إذا القوم مدوا بأيديهم * إلى المجد مد إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم *
من الحمد ثم مضى مصعدا
محمد العاقل