آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

خذوا الحكمة من فم ابن جعموم

الجمعة - 09 مايو 2025 - الساعة 07:04 ص
علي محمد سيقلي

بقلم: علي محمد سيقلي
- ارشيف الكاتب


في ظل هذا الانهيار العظيم، حيث الحياة تشبه محاولة شحن جوال بدون كهرباء، ومواطن أشعث أغبر يشرب الماءً بطعم الذل والمهانة، ويأكل رغيفًا بنكهة الصبر وخذلان جيرانه المسلمين الموحدين، سمعت واستحسنت فكرة "المروض" فهد بن جعموم، وهي فكرة ذات بعد، اقتصادي، سياسي، واستثماري في آن واحد، مفادها لماذا لا نؤجر اليمن؟


اليمن يا سادة بلد طيب، بل ومغري للحرب، بسبب موقعه الإستراتيجي،

وطقسه المتنوع الفصول، بالإضافة إلى أن تاريخه دموي بما يكفي ليلهم كل الهواة والمحترفين في فنون الحرب. فلماذا لا نضعه في إعلان يفتح الشهية "بلد للإيجار، يناسب جميع أنواع النزاعات، مجهز بسكان مقاتلين، لا يشكون، لا يهربون، بل يرحبون بالرصاص كما يرحب الحاج بالمطر في صحن الكعبة".


نؤجر اليمن لكل من يرغب بتصفية حساباته مع جيرانه، أو مع أي بلد يخطر على باله، بدل أن يحارب على أرضه ويتعب مواطنيه ويخرب اقتصاده، فليأتِ إلينا.

نحن نرحب بالجميع، دول، جماعات، عصابات منظمة أو حتى غير منظمة. نحن لا نفرق، "المهم أن تدڤع".


باقة التأجير تشمل:


جبال جاهزة للاختباء والتكتيك العسكري.


وديان مناسبة للكمائن والمفخخات.


شوارع مليئة بالحفر تعطل أي تقدم عسكري وتمنح الأفضلية لمن يركض بسرعة.


و"بشر" كالحيوانات المفترسة، لا يملّون من القتال، بل يعتبرونه رياضة صباحية.



ولا ننسى الشعب اليمني الكريم، الذي يمكن تأجيره هو الآخر.

فنحن والحق يقال بأننا شعب نملك مهارات قتالية متقدمة، نصنع البنادق من أنابيب المياه، ونفكك الدبابات إلى قطع غيار للموترسكلات، ونطبخ على البارود.


وكله بحسابه، لا نريد وعود إعمار، وكلام فاضي، ولا شعارات حرية، فقط حوالات بالدولار، وسنقدم لكم أوسخ ساحة معركة على الإطلاق، وبكل حب وولاء لمن يدفع أكثر.


تخيلوا حجم العائدات لو أن كل دولة قررت أن تخوض حربها بالوكالة عندنا، أقسم أننا سنحقق الاكتفاء الذاتي، ونودّع المساعدات، ونصدر تقريرًا سنويًا بعنوان، "كم حربًا ربحت اليمن هذا العام؟".


وحتى لا تُتهم الفكرة بالجنون، نُذكر العالم بأنهم لم يتركوا لنا خيارًا ولا جزرة، فإما أن نحارب مجانًا ونموت كرمًا، أو نحارب بمقابل ونموت بفلوسنا. والفرق بين الاثنين كالفرق بين الميت مجانًا والميت VIP.


فإلى كل من يرغب بتدمير بلدٍ ما، لا تبحث بعيدًا، اليمن في خدمتك، بشرط أن تدفع، لا أن تنهب.