آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-09:31ص

بحر الصحافة وبحر السخافة

الإثنين - 05 مايو 2025 - الساعة 07:17 م
المحامي مختار راجح

بقلم: المحامي مختار راجح
- ارشيف الكاتب



هناك قلم لايكتب من الحروف وانما يسكب وردا وعطرا سامعة لايمل ولو كان بالف صفحة نزل وعند الكتابة تشعر أن كل ماوضعه هذا اليراع كان الى حد القداسة تبادل اليراع وكاتبه كل التبجيل والتوقير والاحترم وهو أهل للوسام ولكن حدث ولن تلام بزمن أصبحت فيه أقلام الأبالسة تكتب ولاتنام ابتغاء دراهم معدودة أو ضربة ازلام أو بعض شيئا من الأحترام الذي سرعان مايسقط بعد أن تتبلل صحف الكلام

ومن هؤلاء وهم كثر أصبح الإعلام مزاد لشراء الاقلام وبيع الذمم

هناك من يلوح بمايكتبه عيوب بعض القيادات ولايتعمق فيها لكي يجبر القادة المقصودين أن الحالة والحاجة والعوز بلغ مني مابلغ ولن ارحم أحد فان رايتموا مثل هذا التلويح اعلموا أن كاتبه سخفي يعرض عليك بيع قلمه فان لم تجبه فسيتعمق رويدا رويدا حتى تشتري منه القلم

واخرون منهم يبيعون هيبة وقداسة القلم الذي اقسم الله به قسم عظيم دون آي مبالاة لهذا أو لذاك الايجعلون هؤلاء لله تبارا وتوقيرا واجلالا وخشية ولو ببعض ملامح التأنيب للضمير

هؤلاء يبجلون بقلم مدفوع اجره كرصيد شريحة قابل للزوال فان مكنتهم من المال فقد وضعتم رقبتك باغلال لاترحم

ومنهم من يفتعل الافاعيل وقول الزور بانه معرض للاعتداء ليثبت انه من المخلصين مع هامان وفرعون وانه غير مرحب به كاصحاب الاخدود ليستعين بهذا الموقف اوذاك لتلميع صورته التي اكل منها السحت منها ما أكله من اجرة القلم

هؤلاء هم السخيفين يفتقدون للمحسنات البديعية ولايجيدون نبرات السحر اللغوي فلاجناس ولاسجع ولا بيان. ولا اعذوبة لأنها كلمات خارجة من فوق الحبل السري لم يكن منبعها الفؤاد

فهذه اللغة العذراء توبخني أن صمت عنهم كل يوم وارهفني سحر عربيتي التي اشتاق له كلما اشرفت شمس الضحى ذات يوم


حتى تكون منصفا انظروا الى أحوال هؤلاء سيارات مكيفة وبيوت من زخرفا ولبس من استبرق

كم عساها ان تكون مرتباتهم كحد اعلى مئتين ألف وكم قيمة القوت والملبس والسفريات وولائم الدسم اليومية هنا اكتفي ولا اقول إلا أن هؤلاء استبدلوا القلم الرفيع واشتروا به كلبا وضيع شاذ وغير مطيع وان كل كتاباتهم عقيمة فلا يقراها إلا المتربصين فقط أما اعظم القوم يصابون بالملل لافتقادها سحر العقول في المقالة و كل قول من فصاحة العرب الفحول