لايختلف اثنان على ان اليمن منذ السقوط المدوي لهامش الدولة في العام2011، دخلت في متاهة طويلة الامد والى مصير مجهول ، لاسباب عدة ، وابرزها ماسمي بالربيع العربي او قل "مسلسل الضياع الاكبر .
ولعل اهم اسباب هذا الخراب والنكبة والكارثة التي حلت بالبلد الثمن الجغرافي الاستراتيجي الذي شاءت الاقدار لهذا البلد ان يقع في محيطه،ماجعل كل الاطراف تلعب فيه لمصالحها وتتعربد كيفما يحلو لها سيما بعد ادخال البلد في البند السابع والوصاية الدولية ، حيث تسيطر اميركا على القرارات الاممية وتوظفها بمايخدم مصالحها ومصلحة الماسونية الدولية.
ولذلك حصلت اليمن على حصتها من النكبات والكوارث مثلها مثل ليبيا والسودان وسوريا والعراق ولبنان والصومال وغيرها من بلدان العالم الثالث.
فكان الخطأ الاستراتيجي الذي لايغتفر للزعيم صالح -رحمه الله- انه فضل السلام والدبلوماسية مع زعماء النكبة -بحسن نية ربما- وهو الامر الذي اخطاء فيه الزعيم المحنك مروض الثعابين،ولكل -جواد كبوة كمايقال-.
فالبعودة للمشهد اليمني ومنذ سقوط الدولة او هامش الدولة لم يتعافى البلد بل عادت للوراء مائة عام واكثر خصوصا عقب سيطرة الحوثيين على مقدرات الدولة وتحويلها الى خرافة كبيرة شمالا ودخول التحالف لاعادة الشرعية للبلد ، الا إن ذلك لم يتحقق بسبب التقية التي يمارسها المجتمع الدولي الذي يدعم بالظاهر الشرعية والتحالف وفي الباطن يدعم الحوثي ويقوض هذه الشرعية وكلما اشتد الخناق على الحوثي بادر المجتمع الدولي لانقاذه على مدى عشرة سنوات.
وبالتالي ظلت اليمن رهين شرعية مترهلة وغير قادرة لاعادة نفسها وفرض سلطان الدولة على كل البلد وتحالف دعم الشرعية هو الاخر لديه من الضغوطات والابتزاز الغربي مايكفيه.
فقد حاول التحالف تغيير راس الدولة ونائبة ليتم استبدال اثنين جتمر بثمانية جتمر لتمضي ثلاث سنوات دون ان تلوح في الافق اي نجاحات تذكر غير الانهيار الكارثي والمريع للاقتصاد وفي المقابل ازدهار قوة الطرف الاخر بتساهل وتيسير غربي للحوثي.
انتظر اليمنيون يوم الخلاص في عدة مناسبات وحروب على مدار عقد من الزمن بيد ان احلام هذا الشعب تبخرت واماله وطموحاته ذهبت هباء منثورا ، كقصة صاحب اموزف الفضة .
حيث تقول القصة ان احد عاملي بعض المرافق الانسانية بمحافظة لحج الذي التحق بالعمل منذ12 عام تقريبا ، كان يوعد صاحبه بالعمل ان يهديه كميه من الوزف ، حيث يقوم هذا العامل بوصف هذا الوزف ويعدد مناقبه وانه يلمع كالفضة وكذلك من حيث الطراوة والنظافة والكمية وهوالامر الذي يجعل لعاب صاحبه يسيل مقابل تمرير بعض الغياب لهذا العامل .
وهكذا مضت الاسابيع والاشهر والسنوات الاثنتاعشر بحلوها ومرها وهذا العامل لازال في تكرار وعده وانتهت السنوات والايام والليالي ولم ياتي الوزف ولم يتحقق لصاحبنا حلمه البسيط.
و هكذا ضاعت احلام اليمنيون وحال الشعب اليمني كحال صاحبنا انتظر وصبر ولا امل بعد للخلاص كلها وزف فضة ابيض لامع مع بهارات عالية الجودة في دولة أمجتمر الثمانية.