آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-09:31ص

عندما تصدق الحروف

الأحد - 04 مايو 2025 - الساعة 07:24 م
المحامي مختار راجح

بقلم: المحامي مختار راجح
- ارشيف الكاتب



كنت صغيرا حينها لاعلم لي باحرف العرب شيئا ولو بعض شيء ولكني كنت ابكي بعد ولادتي واصيح بالمهد صبيا لحاجتي حليب امي أو لتعرضي لقرصة نمل والكل يشعر بما أقول ويعرف ماذا أريد

أمي أبي كل اخوتي الأكبر مني إلا تعلمون لماذا لأن لغتي حينها كانت صادقة لاتقبل الكذب والزيف

وحين كبرت تعلمت لغة العرب التي وجدتها معلقة بباب الكعبة باكية لفقد عشيق أو حبيب أو مذياع لدعوة للخمر والفسوق والمجون ووجدت جميع الاعراب فخورين بهذه المعلقات والتماثيل. ويتباهون بها كلما جد الزمان جده وتخلى الرفيق لرفيقه والحبيب لعشقه كبرت ولكن حروفي لم تكبر مررت على الديار ومرت فيه سنوات العمر ولم تكبر حروف العرب فصارت أما تبجيل لشخص للتقرب منه أو مدحا لوالي رغبة لسلطانه اوراية لاتقبل بسوق الشرف والاخلاص للوطن نعال مسكين يدور بين الناس طالب لقمة عيشة فايقنت أنني كنت مجرد اضحوكة لهذه الأحرف

اللغة التي نزل بها القرأن فلاتنطق بها إلا ماهو يجب أن يقال خذ من حلاوتها وطراوتها مايفيد ناسك واهلك وقل للحق حق ولاتخيفك قسوة السلطان فقد قتلت نملة فيل بدخولها باذنه واكلت عصأ ثعابين وانقذت نملة بقولها الصدق قومها من جيش سليمان فاياكم في لغتي أنها قبة عشقي فلا تذلوها فوق ماتحتمل لتصبح نادي للدجل والتضليل وخدش الحياء