غادر هادي شامخًا لم يفرط في شبر من تراب وطنه، ولم يضع فوارق التمييز بين أبناء وطنه، فالكل رعيته، ولا فضل لأحدهم على الآخر إلا بقدر ولائه للوطن.
ترك هادي السلطة ولم ترق قطرة دم من أجل الحفاظ على الكرسي، ولكنه رحل بصمت الأبطال وغاب كما يغيب البدر، فاحتاج المواطن له، كحاجتهم لنور البدر في الليلة الظلماء، غادر هادي وبقيت إنجازاته، فمازالت كهرباء الرئيس خير شاهد، فقد أسس هذا المنجز الاستراتيجي، وفشل من جاء بعده في مجرد توفير الوقود لها، فقد رأينا الفشل الذريع لمن جاء بعده، ومازلنا نعاني من فشلهم.
خابت الآمال في إصلاح الوضع بعد غياب هادي، وعاش المواطن يندب حظه مع هذا المجلس المعاق الذي لم يستطع أن يقدم شيئًا للوطن، وتوقفت تطلعات أعضائه على مخصصاتهم التي تفوق الخيال في ظل وضع اقتصادي مترد لوطن يسحقه الجوع والفقر والجهل.
سلام الله على حقبة كان فيها هادي رئيسًا، ولا عزاء لهذا الوطن في حقبة الانفلات السياسي والاقتصادي في حقبة يحكم هذا الوطن ثمانية لا يدرون ما السياسة ولا الرئاسة، ولا هم لهم إلا المصالح الشخصية، فلا بارك الله لهم، كتبت هذا المقال والكهرباء تنطفئ بالساعات ولا تشتغل إلا ساعتين والماء مقطوع، والراتب لم يأت بعد، والأسعار تسبق الريال في الانهيار.
لابد من عودة هادي، لتعود الدولة، فحقبة هادي كانت حقبة ذهبية عشنا فيها معالم الدولة بكل تفاصيلها، وكنا نتقدم وبسرعة نحو الأفضل، ولكن عجلة الدولة توقفت بعد مغادرة هادي للسلطة، فلابد من عودة الرئيس هادي لتعود الدولة.