آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-11:54م

حين يصمت المسؤول يتكلم الشرفاء مبادرة شعبية تتحدى الإهمال

الأربعاء - 30 أبريل 2025 - الساعة 09:24 ص
د. قاسم الهارش

بقلم: د. قاسم الهارش
- ارشيف الكاتب


في ظل سنوات من الإهمال والتهميش الذي طال البنية التحتية في محافظة أبين، تتجلى اليوم واحدة من أنصع صور المسؤولية المجتمعية، عبر مبادرة استثنائية أطلقها نخبة من شباب المحافظة، لترميم وإصلاح الخط الدولي الذي يخترق قلب أبين ويربط بين المحافظات اليمنية.


هذه المبادرة يقودها بكل تفان وإخلاص الشابان إبراهيم الكازمي وفهد البرشاء، ومعهما مجموعة من المتطوعين الأوفياء الذين رفضوا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام معاناة الناس اليومية. لقد أثبتوا أن الضمير الحي قادر على صنع الفارق حيث عجزت الجهات الرسمية.


الخط الدولي، وهو الشريان الحيوي لحركة التنقل والتجارة بين المحافظات، تحول منذ سنوات إلى عنوان للخطر والموت البطيء، بفعل الحوادث المتكررة التي تحصد الأرواح وتتلف الممتلكات. ومع ذلك، جاءت هذه المبادرة الشعبية لتقول حين يغيب دور الدولة، هناك مجتمع حي لا يعرف اليأس، ينبض بالإرادة والانتماء.


ما يقوم به هؤلاء الشباب هو رسالة عميقة لكل من يحمل ذرة إحساس، التغيير لا يحتاج إلى قرارات عليا، بقدر ما يحتاج إلى وعي، وضمير، ونية صادقة.


قال تعالى: "قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".


من هنا، نوجه دعوتنا إلى كل أبناء أبين، وكل رجال الخير، والجهات المعنية، والمبادرات المجتمعية في الداخل والخارج قفوا صفا واحدا خلف هذه الجهود المباركة. فكل مساهمة، مهما صغرت، هي استثمار في أرواح الناس، وخطوة نحو مستقبل أكثر أمانا وكرامة.


هذه المبادرة لا تحتاج إلى تصفيق، بل إلى تضامن.

لا تبحث عن الشكر، بل عن الشراكة.

ولا تنتظر الإشادة، بل الدعم.


أنتم تكتبون صفحة مشرقة في سجل أبناء أبين الصامدين، وتؤكدون أن هذه الأرض الطيبة لا تزال تنجب رجالا يتحدثون بلغة الفعل، لا الشعارات.


هنا أبين...

طريق الحياة ترصف بسواعد أبنائها.