البيت من ساسه ومنه قوته..
الى سيادة المستشار علي حسين البجيري لقد قرأنا رسالتك الموجهة إلى مجموعة من شخصيات محافظة أبين، والتي تطالبهم برد الاعتبار لأبين ورفع التهميش المناطقي عنها..
ويا من ترون بان محافظة ابين تمارس ضدها العنصرية والمناطقية والاقصاء والتهميش ..
ونحن بصفتنا جزءاً من هذا الواقع نرى أن هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم الوضع من الداخل بشفافية وبتجرد من العصبية وحب الذات.
إذا كنا نريد حقاً أن نصل إلى نتائج مثمرة وأن نفرض حضور محافظة أبين في المحفل الجنوبي ومراكز قراره، فيجب علينا أن نقيم مجريات الأحداث تقييماً منطقياً سليماً، بعيداً عن الشطحات والبطولات الزائفة والأنانيّة.
نحن نشكو ممارسة العنصرية والمناطقية ضدنا من قبل رموز ما نسميهم بالمثلث، ولكننا في الوقت نفسه نمارسها ضد بعضنا بشكل فج وأفظع في المحافظة وفي المديريات ومدنها وقراها يجب علينا أن نعترف بهذا الواقع وأن نعمل على إصلاحه.
من الخطأ الفادح الذي نرتكبه أن نحاول التقليل من شأن أبناء المحافظة الذين يعملون مع الانتقالي والشرعية أو أي حزب أو مكون آخر، ونخونهم ونصفهم بالعبيد والذيول والمطبلين كما ونصل الى مصادرة عنهم الانتماء ونعتبرهم لا يمثلون المحافظة. يجب علينا أن نثق بهم وأن ندعمهم، لأنهم جزء من الحل.
اليوم، يتواجد من أبناء محافظة أبين نخبة من الكوادر يعملون في الميدان، ولا يستهان بعددهم وامكانياتهم. يجب علينا أن نلتف حولهم وأن نقوي الأرضية التي يقفون عليها، حتى نفرض حضور المحافظة من خلالهم.
بعد ذلك يجب علينا ان نعيد قرائت الواقع بشكل افضل من القرائة الحالية ونعمل على تقييم من نراهم خصوم ممن نطلق عليهم ابناء وقيادات المثلث الضالع ردفان يافع التقييم السليم والمنطقي والتسليم بان الاقصاء والقضاء عليهم مستحيل وقد جربنا ذلك في عدة منعطفات ولم نجني الا الويلات والدمار والتشرذم والنزوح وضياع دولة من اقوى دول منطقة الشرق الاوسط ..
لذلك يجب ان نعطي هولاء حقهم سلباً وايجاباً من حيث القوّة والنزاهة والفساد والتشدد والاعتدال والوطنية والخيانة ونضع يدنا في يد النزيه والمعتدل والوطني ضد المتشدد والفاسد والخائن اياً كان من الجانبين ..
يجب علينا أن نفتح قنوات تواصل مع أبناء المحافظة الذين اشرنا اليهم ومن خلالهم مع من نراهم خصومنا من ابناء المثلث، بهدف الوصول إلى أرضية مشتركة ننطلق منها ونملأ الفراغ الذي تركناه في كل الهيئات ومفاصل القرار الجنوبي ..
اما الدعوات للمظاهرات او الى الصدام او تشكيل مكونات كيدية ممولة من الخارج فهذا لن يجدي نفعاً بقدر ما يخدم اشخاص ويزيد الطين بلّة ويعمق الجراح الغائرة ونزيف الدم وازهاق الارواح عبثاً ..
أخيراً، هذه وجهة نظري الشخصية المتواضعة أرجو أن تساهم في تصحيح المسار وتحقيق الأهداف المنشودة.
والبيت من ساسه ومنه قوته.