في الوقت الذي تتهاوى فيه العملة المحلية بشكل مخيف، وتتضاعف أسعار المواد الأساسية دون توقف، يعيش المواطن في عدن وسائر المحافظات أوضاعًا معيشية بالغة الصعوبة، وسط غياب كامل لأي حلول ملموسة من الحكومة، التي لم تقدّم سوى الصمت والتجاهل أمام معاناة شعب يكافح الأزمات، الفقر، الجوع، وحتى الأمراض.
أن الواقع اليومي يزداد قسوة، وأزمات متلاحقة تتراكم على كاهل المواطن دون أدنى تدخل حكومي فعّال. الكهرباء منقطعة لساعات طويلة، والمدينة على أعتاب صيف لاهب يهدد حياة الناس، دون بوادر لأي تحركات حكومية تخفف المعاناة.
سعر صرف الريال ينهار يومًا بعد يوم، والأسعار تشتعل في كل سوق، حتى أصبح المواطن يحنّ إلى زمن كان يعتبره صعبًا، لكنه اليوم يتمنى عودته.
أما المشتقات النفطية، فقد تحوّلت إلى عبء لا يُطاق، إذ تُباع صفيحة البترول في المحطات الحكومية بـ34 ألف ريال، وهو رقم جنوني لا يتماشى مع دخل المواطن المعدوم.
إن الواقع المعيشي لم يعد يُحتمل، والمطلوب اليوم تحركٌ حكومي عاجل، لا شعارات، بل إجراءات فعلية تلامس حياة الناس.
المواطن لم يعد يطلب الكثير، لا رفاهية ولا وعود فارغة، فقط حكومة تتحمل مسؤوليتها، تلتفت إلى شعبها، وتقدم حلولًا تنقذه من هذا الانهيار الذي يهدد الجميع.
أن الصمت الحكومي لم يعد مقبولًا، واستمرار هذا التجاهل قد يفتح الباب لفوضى اجتماعية خطيرة. فالشعب الذي يصبر اليوم، قد ينفجر غدًا، والمطلوب هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه... قبل فوات الأوان.
والله على ما نقول شهيد.