آخر تحديث :الخميس-05 يونيو 2025-12:00ص

مرحباً صنعاء الجديدة بعد عقد من الوهم الجنوبي..!!

الأربعاء - 16 أبريل 2025 - الساعة 04:29 م
محمد مهيم

بقلم: محمد مهيم
- ارشيف الكاتب


قبل العام 2015، كنا نعيش ما يشبه براءة الطفولة السياسية؛ لا نضج، ولا وعي حقيقي بما يحدث من حولنا، كنا نردد ما يردده الكبار، ونؤمن بشعارات المظلومية، ونقتنع ـ دون تمحيص ـ أن صنعاء هي مصدر القهر والتمييز ضد أبناء الجنوب، وأن القرار يُسلب من بين أيدينا هناك في العاصمة.!!


كنا نصدق أن الخلاص يكمن في "الجنوب لأهله"، حتى جاء الواقع ليمنح الجنوبيين كل ما طالبوا به؛ عاصمة مؤقتة في عدن، وتمكين كامل في مفاصل الدولة، ومناصب سيادية لم يكونوا يحلمون بها، إبان رئاسة عبدربه منصور هادي.

ولكن، ويا للمفارقة، حين تولى "المظلومون" دفة السلطة، مارسوا ظلماً مضاعفاً، وفتحوا الأبواب لعصابات المناطقية والولاءات الضيقة، لتعبث بثروات البلاد ومصير المواطن.


لم يعد بمقدور المواطن البسيط حتى أن يشكو مظلوميته، فالمسؤول اليوم محاط بجدران من الحراسة والولاءات والفساد، ولا صوت يعلو فوق صوت المصالح الشخصية وتقاسم النفوذ.

حيث تقاسمت النخب الثروات والمناصب في الداخل والخارج بلا معايير كفاءة أو استحقاق، بل وفق قاعدة "اسندني واسندك"، وكل ذلك باسم الجنوب، بينما الشعب يموت فقراً وجوعاً وتُنهب مقدراته.


بعد عشر سنوات من التجربة التي كانت كفيلة بكشف الزيف وفضح الشعارات ، أدركنا أنه فرق كبير بين من حكم من صنعاء بالأمس، ومن يحكم من عدن اليوم ، بل نقول سلام الله على رجال الدولة في صنعاء ، طالما أن الغاية ليست الوطن بل الجاه والمال.

لهذا، نقولها اليوم بصدق: مرحباً صنعاء… مرحباً بدولة النظام والقانون، مرحباً بالرجال الذين يعرفون كيف يكون احترام المنصب وخدمة المواطن، لا من يحوّلونه إلى مطية للمصالح الضيقة.


نعم، بعد كل هذا الخراب، بتنا نرى في صنعاء ، التي شوهتها الدعاية والتضليل في وقت سابق بصيص أمل في عودة الدولة، لا المليشيات والعصابة، وعودة القانون، لا الغلبة، وعودة التعايش، لا الإقصاء.

مرحباً صنعاء بكل ما فيها… فقد جربنا غيرك فعرفنا قيمتك.