عمر بن الخطاب من على المنبر يعتذر لعزله لخالد ابن الوليد
ومن قبله قال إخوة يوسف (يا أبنا استغفرلنا ذنوبنا إنا كُنا خاطئين)
الاعتذار ثقافة عالمية ففي الثقافة الغربية، يُعد الاعتذار سلوكًا متوقعًا في الحياة اليومية، سواء في العلاقات الشخصية أو المهنية. عبارة "I'm sorry" تُستخدم بشكل متكرر، حتى في أبسط المواقف، مثل الاصطدام العفوي بأحدهم في الشارع. هذا الاستخدام الواسع يعكس تقديرًا لمشاعر الآخرين ورغبة في الحفاظ على علاقات ودّية.
أما في الثقافات الآسيوية، مثل اليابان وكوريا، فالاعتذار يأخذ طابعًا أكثر عمقًا ورسمية. في اليابان، يُعد الانحناء أثناء الاعتذار دليلًا على الاحترام والندم الصادق. ولا يُنظر إلى الاعتذار كضعف، بل كقوة تعزز من مكانة الفرد في المجتمع... وهناك أمثلة كثيرة فإمبراطور اليابان وخلال زيارته التاريخية إلى الصين في عام 1992،، عبّر إمبراطور اليابان أكيهيتو عن "عميق الأسف" حيال معاناة الشعب الصيني خلال فترة الاحتلال الياباني في الحرب العالمية الثانية. ورغم أن كلماته لم تكن اعتذارًا صريحًا حسب بعض التفسيرات، إلا أن رمزية الموقف والاعتراف بالماضي حملت أثرًا كبيرًا في تخفيف التوتر بين البلدين.
ريتشارد نيكسون خو الآخر وبعد فضيحة "ووترغيت" التي هزّت الولايات المتحدة في السبعينيات، قدم الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون اعتذارًا علنيًا، معترفًا بالأخطاء التي ارتُكبت خلال فترة رئاسته. رغم أنه استقال من منصبه تحت ضغط الفضيحة، إلا أن اعتذاره كان خطوة ضرورية في إعادة الثقة للمؤسسات السياسية. هؤلاء قادة العالم أعتذروا لشعوبهم بالعكس ما حدث لرؤوساء أحداث ما قبل ٢٠١١ ففاقوا على رؤوساء عاثوا فساداً وقالوا (فهمتكم) فمن يتذكر خطاب زين العابدين رئيس تونس!
الاعتذار ليس عيب إلا في عقول المبتزين ونخبة أنا القوي أنا لا غيري! جميلة هي الاعتذارات وقاسية عندما تنكأ ذات الجرح وتعيد ذات الخطأ؟
فمع السنوات أدركت أن الإعتذار لا يسقط الهيبة.. فأجمل الاعتذارات هي عندما تكون في موقع قوتك!
فأن تعتذر لطفلك أو زوجك لتلميذك لشعبك حتى لمكان عملك ولنفسك عندما ترتكب خطأ؟ هذا تميز كبير.
بشجاعة يخرج الرياضي ليعتذر من زميله حال تبديله ويعتذر أيضا رئيس النادي لجمهوره حال خسارة النادي المفضل لهم!
بينما هناك من الكراسي ما تتعالى وتترفع عن الاعتذار .. فعلى سبيل المثال رداءة الخدمات في البلد .. يأتي المطر ويخطف معه أرواحًا ضعيفة والذي وضع على كرسي المسؤولية لا يملك شجاعة الإعتراف!
وهنا لا بد أن نُسقط واقع جماعة الحوثي التي تتحكم بمصير ملايين من الناس في شمال اليمن بغرض الحكمة اليمانية وعبادة النطفة المكرمة حد قولهم بينما يموت ١١ مليون يمني من الجوع في ظل فساد الجماعة التي غالت وحفظت نفسها وعائلاتها من العبث وتركت هذا الشعب يستيقظ كل يوم على كابوس مزعج!
اليوم أمريكا بعظمتها تضرب كل متنفس لم تفرق بين المدني والعسكري بسبب هذه الجماعة حين تعالت على شعبها بجة الدفاع عن أرواح الحوثيين المقدسة وأبت ألا تعتذر إلا بعد إنتهاء مشرف لكل الشعب بسبب غباءها المتكرر.
سبعة أكتوبر! كانت الكارثة على الغزاويين في فجاجة لا تعرف معنى الإنسانية ولولا الإعلام لما كُنا عرفنا حقيقة حماس الدموية مع عدو أرعن لا يعرف سوى الدم.
ففي صباح السابع من أكتوبر 2023، استيقظ العالم على كارثة قلبت الموازين، وغيّرت وجه المنطقة، وأعادت طرح الأسئلة الصعبة حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والعدالة، والمقاومة، والإنسانية.
سبعة أكتوبر كانت الكارثة، ليس فقط لأنها شهدت بداية حرب جديدة، بل لأنها عرّت حماس بدمويتها ورعونة إسرائيل المجرمة، وأظهرت كم من الألم في الشعب الذي ينتظر لحماس أن تخرج وتعتذر لهذا اليوم ويمكن أن يُمرر باسم "الردع" أو "الشر.
دعونا نتذكر النكبه والنكسه ودروسًا أخرى وأعوامًا كثيرة وما زلنا نملك الأنانية في الإعتذار ويغيب الجاني وعلى الشعوب أن تتحمل الأخطاء دون سؤال.
فإلى متى!