آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-02:58ص

أهمية الترفّع إلى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات

الأحد - 06 أبريل 2025 - الساعة 08:19 ص
علي حسن زكي

بقلم: علي حسن زكي
- ارشيف الكاتب


إن هناك مسمّيَين للدولة الجنوبية يعكسان مشروعين سياسيين، بما يحمله كلٌّ منهما من مدلولات، وقد شكّلا محلًا للعديد من الآراء والمناقشات والكتابات في صفحات الفيسبوك والمواقع الإلكترونية والصحف، وكذا المحادثات في جروبات الواتساب.


المسمى الأول: جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهي الدولة التي دخلت في وحدة بين دولتين عام 1990م، بعلمها ونشيدها وشعارها وعملتها ومقعدها الدولي والإقليمي. ويناضل شعب الجنوب ويضحّي منذ ذلك التاريخ حتى اليوم بقيادة مجلسه الانتقالي من أجل استعادة دولته كاملة السيادة والحرية والاستقلال، مستندًا على المشروعية الوطنية الجنوبية، وعلى العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية.

وهذه الدولة، بمسماها ومشروعها، لا تحتاج عند استعادتها إلى اعتراف دولي أو إقليمي، فذلك قد تمّ عند تحقيق الاستقلال الوطني وإعلان قيامها على كامل التراب الوطني الجنوبي يوم 30 نوفمبر 1967م. لكنها ستحتاج إلى تأييد ومباركة ودعم، وإلى تنسيق دبلوماسي وسياسي، وتواصل يضمن المصالح المشتركة، والشراكة في حماية الأمن والاستقرار الدوليين في المنطقة ومكافحة الإرهاب.


المسمى الآخر: الجنوب العربي، وهو المسمى الذي يرى فيه أصحابه تعبيرًا عن الهوية الخالصة من “اليمننة”، التي أوصلت الجنوب إلى وحدة باب اليمن.

وفي كل الأحوال، فإن شعب الجنوب هو صاحب القول الفصل في تقرير مسمّى دولته عند استعادتها.


إن هناك مؤامرات ودسائس ومخاطر وتحديات تحيط بشعب الجنوب، وفي إطارها أحلاف ومجالس وتكتلات، ومحاولات للتواجد وتقاسم الكعكة، وتمزيق الجغرافيا والوحدة الوطنية والسياسية الجنوبية، وتفكيك النسيج الاجتماعي. كل ذلك يقف حائلًا أمام سعيه لاستعادة دولته الموحدة بحدود ما قبل 21 مايو 1990م، من المهرة وسقطرى شرقًا إلى باب المندب وميون غربًا، وتحقيق تطلعاته الكاملة في الحرية والعيش الكريم.


فضلًا عن محاولات إخراج المجلس الانتقالي الجنوبي من المعادلة، ليفسح المجال لمن يقفون خلف تلك المحاولات، وهي محاولات عبثية. لذا، لا بد أن تتظافر الجهود، وأن تتوحد، وأن تترفع إلى مستوى مواجهة هذه التحديات، والعمل على إخراج شعب الجنوب من أزمته المعيشية والخدمية، وإنقاذه من كارثة المجاعة، بدلًا من الانشغال باستدعاء الماضي، الذي أغلقه شعب الجنوب يوم 13 يناير 2006م بثقافة التصالح والتسامح، أو الانشغال بالإساءة للآخر والنيل من تاريخه وتجربته، ومُحاكاتها بعيدًا عن ظروف زمانها، وحداثتها، وتكالب قوى الأعداء، ومتطلبات الحفاظ عليها.


إن من حق أي حزب أن يقدم أو يعيد تقديم نفسه ومشروعه ومسماه للدولة عند استعادتها، على أساس ما يراه من أولويات، لا بلغة المناكفات أو الإساءة للآخر، فهذه لغة لا مكان لها في أبجديات العمل السياسي، بأي حال من الأحوال.