في غزوة الأحزاب عُقِد أكبر تحالف في ذلك العصر بين قوى مختلفة لم يجمعها إلا حرب الإسلام ، اجتمعت وتحزبت هذه القوة للقضاء على الإسلام وإزالته من الوجود ظانة أنها بما جمعت من القوة قادرة على تحقيق هدفها وظن المنافقون الذي يرقبون المعركة أن المسألة مسألة وقت بعدها لن يكون للاسلام أثر واتهموا المسلمين بالحماقة والغباء وأنهم غرروا بأنفسهم في مواجهة غير متكافئة إلا أن الله تعالى قلب كل التقديرات ودافع عن االمؤمنين فأرسل ريحا وجنودا لم يروها فانتشر الذعر وعمت الفوضى في معسكر المشركين واختلفت قلوب الأحزاب ونُزِعت الثقة بينهم وعادت جموع الأحزاب مثقلة بالهزيمة واليأس وعاجزة عن إلحاق أي هزيمة بالمسلمين ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله بالمؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا )
وفي كل عصر تُُوجه حملات للقضاء على الإسلام وإبادة المسلمين وتتخذ أحدث ما توصلت إليه من التقنية وما تستطيعه من الكيد تختلف في الأشكال والمظاهر وتتحد في الغاية والجوهر ربما تغريهم وتفرحهم بعض الإنتصارات إلا أنها تعقبها الحسرة والتدمير وذهاب الملك وتشتت الجمع في هذه الأحلاف الظالمة ولا ينال المسلمين منها أكثر من الأذى والتمحيص ويصطفي من المؤمنين شهداء وهذا الأمر هو سنة ثابتة من سنن الله مما خلق الله عليه السموات والأرض بالحق لا يمكن تغييرها إلا في وهم الجاهلين بالله الذي لا تنفع فيهم آيات الله في الآفاق ولا في الأنفس
محمد العاقل