آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-05:11م

مرضى العاصمة عدن والمناطق المحررة بين الحياة والموت .. السفارة الهندية تبحث عن أعذار لرفض تأشيرات العلاج!

الأحد - 16 فبراير 2025 - الساعة 05:03 م
أسعد ابو الخطاب

بقلم: أسعد ابو الخطاب
- ارشيف الكاتب


في العاصمة عدن والمناطق المحررة، حيث أصبح المرضى يُصارعون من أجل الحصول على علاج ينقذ حياتهم، جاءت السفارة الهندية لتضيف مأساة جديدة إلى معاناتهم!


فالمرض وحده لم يعد كافيًا، بل يجب على المريض أيضًا أن يُثبت أنه يمتلك ثروة صغيرة، وقدرة خارقة على التنبؤ بالمستقبل، وإلمامًا باللغة الإنجليزية حتى يتمكن من تحقيق "المستحيل العظيم": الحصول على تأشيرة علاجية إلى الهند!


التأشيرة... حلم مستحيل:


في البداية، سمعنا أن مسؤولي السفارة الهندية سيصلون إلى العاصمة عدن لتسهيل معاملات التأشيرات العلاجية، فاستبشرنا خيرًا، وبدأ المرضى يتوافدون بأمل يشبه أمل غريق في عرض البحر.

لكن سرعان ما اكتشف الجميع أن التسهيلات التي وعدوا بها لم تكن سوى خدعة إدارية جديدة، وأن السفارة لم تأتِ لمنحهم تأشيرات، بل لتوزيع الرفض المجاني!


شروط تعجيزية لا تنتهي:


1. كشف حساب بنكي ضخم – نعم، لأن المريض الذي بالكاد يستطيع دفع تكاليف علاجه يجب أن يثبت أنه مليونير!



2. تحديد موعد الذهاب والعودة مسبقًا – عزيزي المريض، عليك أن تكون طبيبًا وعرافًا في نفس الوقت، وتحدد تاريخ شفائك بالضبط، وإلا فلا تأشيرة لك!



3. إرسال تقارير طبية بالبريد الإلكتروني مباشرة من المستشفى الهندي – وكأن كل مستشفيات الهند تعمل بدوام كامل لخدمة إجراءات السفارة، وعلى استعداد لإرسال بريد إلكتروني خاص لكل مريض يمني ينتظر الفيزا!



4. كل الوثائق باللغة الإنجليزية فقط – حتى اسم المريض يجب أن يكون بالحروف الإنجليزية! إذا كان اسمك "أحمد"، ولم يكن مكتوبًا "Ahmed"، فاعتبر نفسك مرفوضًا!




الموت أهون من البيروقراطية!


بينما المرضى يصارعون الزمن لإنقاذ حياتهم، تصر السفارة الهندية على أن الصراع الحقيقي ليس ضد المرض، بل ضد التعقيدات الإدارية!


وكأنهم يقولون للمريض: أثبت أنك معجزة إدارية، قبل أن نمنحك تأشيرة لإنقاذ حياتك!


وفي النهاية، يتساءل المرضى: هل نحتاج إلى علاج من المرض أم من النظام البيروقراطي الذي يحاول أن يطيل معاناتنا؟


وهل أصبح البحث عن العلاج في الهند يشبه البحث عن تذكرة للسفر إلى كوكب المريخ؟


إذا استمرت هذه العقبات، فربما يكون الحل الوحيد أمام المرضى هو البحث عن طرق بديلة للعلاج، أو تحمل المرض حتى الموت، أرحم من الشروط التعجيزية الخاصة بالسفارة الهندية.