إن المواجهات غير المباشرة أخطر مائة مرة من المواجهات المباشرة، فاليوم أسلحة الفتك بمؤسسة عسكرية أو مجتمع ما، ليست فقط محصورة في الأسلحة والعتاد، ولكن لها أسلحة أخرى ما خفي منها هو الأعظم..
ابتداءً من إفساد الذمم والضمائر لقيادات متواطئة في المنطقة، وتأليب عناصر الفتنة والتخريب بأيدي مجهولة خفية، والإيقاع بين الأخوة والجيران من القبائل والأفخاذ، وإلى إثارة الفتن واستفحال الصراعات التي يستفيد منها طرف آخر بعيد دون أن تتلوث يداه.
إن الفترة التي نمر بها في منطقتنا هي فترة إرهاق واستنزاف وتمزق وضياع وذلك نتاج القادة الانتهازين المستقلين للفجوات والثغرات القديمة بين الأحزاب والقبائل التي لها تاريخاً سرمدياً وعهداً أزلياً في الفداء والتضحية والذين ضربوا أروع الأمثلة في محاربة التنظيم والمد الحوثي مؤخراً.
"الحزام الأمني بمودية"...
قائم على قيادات من قبيلة آل صالح المياسر، ومن خلال هذه المؤسسة أراد الانتهازيون تمرير خططهم الانتقامية بإقحام هذه القبيلة العريقة في صدام مع القبائل الأخرى، غير أن تلك الألاعيب لم تنطلي على أهل الشرف والمروءة الذين تنبهوا لها، غير أن مواقفهم الصلبة كانت فاتورتها باهضة ومكلفة فقد قدموا كوكبة من ألمع أبنائهم ومنهم القياديان في حزام المديرية عبدالله وصدام الصالحي.
فقد النمرود جميع أوراقه في استفحال النزاع والصراع بين القبائل من خلال تلك المؤسسة وبدأ بالتفكير في نقل المؤسسة إلى شرقي المدينة كي يتم قبول توجهاته وتوجيهاته بسهولة ولكن خاب الأمل وكان الفشل...
أعاد النظر في مكيدة أخرى وهي استدعاء بعض الشباب من قبيلة آل فرج المياسر لإغرائهم وإقناعهم بتولي قيادة الحزام الأمني، غير أن وجهاءهم أهل الفضل والحكمة قد رفضوا كل المغريات في تلك المؤسسة العسكرية حفاظاً على النسيج الاجتماعي والقبلي.
دخل النمرود ورفاقه في حالة غمور وطمور في سياستهم إزاء هذه المؤسسة العسكرية ومن المكائد التي افتعلها: إيقاف الجبايات في نقطة الذراع التابعة للحزام الأمني، ولم يريدوا بهذا التوقف نظاماً أو نزاهة، وإنما أرادوا تفكيك المؤسسة بتضاؤل مقوماتها على الجنود، كي يتم استقالة قيادتها وذلك الهدف قد تحقق تماماً في العام الماضي.
بعد كل تلك المؤامرات والدسائس أصبحت المؤسسة مشلولة لا عدة ولا عتاد ولا قوة ولا إمداد، أضف إلى ذلك أنهم ما زالوا يسعون لإسقاط هيبتها بتحريك أدواتهم الخفية لتشويهها أمام الناس نكاية بأهلها الأحرار.