في ظل أزمة وقود حادة تعانيها محافظة أبين قرابة شهرين، والتي تسببت في شبه انهيار لخدمات الكهرباء وتهدد بإنقطاع المياه، برز دور محافظ المحافظة اللواء الركن/ أبوبكر حسين سالم كعامل حاسم في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين. فبينما تكاد تنعدم حصة المحافظة من المنح النفطية الرسمية، تحولت تدخلات المحافظ إلى شريان حياة للمواطنين، عبر مبادرات استثنائية تعكس حسًّه العالي بالمسؤولية تجاه رعيّته.
تدخلات استباقية يقوم بها المحافظ ابوبكر حسين لإدارة الأزمة بموارد محدودة، فأمام شحّ الوقود الذي أثر سلبًا على محطة توليد الكهرباء في خنفر، وتحذيرات من انقطاع كامل للخدمات الحيوية، يوجه المحافظ بسرعة ضخ قاطرات وقود (بوز ديزل) كدعم طارئ. وعلى الرغم من محدودية الموارد المالية للسلطة المحلية، والتي لا تستطيع تعويض ما ينفق على بوزر الديزل التي تكلف مئات الملايين من إيراداتها، يصرّ على توفير الديزل اللازم لتشغيل المحطة، ولو جزئيًا، بهدف استمرار ضخ المياه من آبار المحافظة إلى المنازل. هذه الخطوة لم تكن سهلة، إذ يكلف شراء بوز الديزل إمكانات ميزانية المحافظة، لكنها جاءت كخيارٍ وحيد لدرء كارثة إنسانية.
لم تكن تدخلات المحافظ مجرد إجراءات روتينية وتشغيل كهرباء فقط، فقد كان أثرها إيجابي بين إنقاذ المياه وحماية الصحة العامة. أنقذت المواطنين من تداعيات أكثر خطورة. فاستمرار ضخ المياه حال دون اللجوء إلى شراء المياه بأسعار باهظة من الصهاريج الخاصة ( البوز التجارية)، والتي كانت سترهق كاهل الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود. وستتفشى الأمراض الناتجة عن استخدام مصادر مياه غير آمنة في ظل انعدام الخدمة.
كما ساهمت هذه الإجراءات في الحفاظ على حدٍّ أدنى من الاستقرار الاجتماعي، حيث تجنبت المحافظة احتجاجات محتملة نتيجة الغضب الشعبي من انقطاع الخدمات الأساسية.
ماذا لو لم يتدخل المحافظ؟ لو تُركت الأزمة دون تدخل، لتحولت المحافظة إلى ساحة لأزمات متتالية، منها انقطاع المياه تمامًا، مما يدفع المواطنين إلى استنزاف مدخراتهم في شراء المياه، أو اللجوء إلى مصادر ملوثة تهدد الصحة العامة. وستتفاقم الأوبئة، مثل الكوليرا والأمراض الجلدية، نتيجة عدم توفر مياه نظيفة.
تحديات تحملها اللواء الركن أبوبكر حسين لهدفٍ نبيل. رغم أن الجهود الحالية ليست حلاً جذريًا، إذ تعتمد على استنزاف موارد المحافظة دون ضمانات بدعم مركزي، إلا أنها تعكس إصرار محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين على مبدأ "المواطن أولًا".
من خلال هذه الأزمة تجلى للمواطن حنكة محافظ أبين في قيادة الأزمات بمسؤولية. فتجربة محافظ أبين تقدم نموذجًا لتدخل القيادات المحلية في ظل غياب الحلول المركزية، وتثبت أن الإرادة السياسية القائمة على حسٍّ إنساني يمكنها أن تحدث فرقًا، حتى ولو كان مؤقتًا. ففي الوقت الذي تتحول فيه الأزمات إلى اختبارٍ حقيقي للمسؤولية، يبقى المواطن هو الرابح الأكبر عندما تكون قرارات المسؤولين مُوجَّهة بحماية حياته وكرامته.