آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

تعظيم سلام لوزير الدفاع في حادث عظيم آخر

الخميس - 23 يناير 2025 - الساعة 10:31 ص
عبدالناصر السنيدي

بقلم: عبدالناصر السنيدي
- ارشيف الكاتب



كالعادة، وعبر الصحفي القدير علي منصور مقراط، وعبر مقاله الصحفي، اطلعت على فعالية افتتاح كلية الدفاع الوطني. فنحن لا ندعى لفعاليات كتلك وموضوعون على الهامش منذ زمن، لكننا سنظل نعطي ولن نتعفن. كانت الصور المنشورة ناطقة تنظيمًا وإعدادًا، صورة مبهرة حقًا وتثير الإعجاب.

تطرب نفسي وتجلجل بداخلي مشاعر جياشة مع شعور بقبطة وسرور، وتندمل بداخلي جراح غائرة، ويعود إلى نفسي شيء من التوازن والأمل عندما أرى إنجازًا مهما كان بسيطًا. فعندما أرى بقالة على ناصية الشارع أو محل لبيع مواد البناء أو مستوصف أو عيادة، أشعر أن الحياة تعود إلينا ونتعافى ونصر على الاستمرار بالحياة، فما بالك بصرح علمي رفيع كهذا.

قد يرى البعض افتتاح الكلية العسكرية أو الأكاديمية العسكرية العليا أو كلية الدفاع الوطني شيئًا روتينيًا وعاديًا، وهذا عمل أي وزير. أتفق مع هذا الرأي تمامًا في حالة واحدة فقط، أي يكون الوضع طبيعيًا والميزانيات ترصد لذلك، والأموال مدرارة وفي المتناول، وليس هناك صراع سياسي بين أضداد لا يمكن جمعهم في مكان كهذا أو الاتفاق على قرار كهذا.

إن الإشادة بمنجزات سعادة الفريق أول الركن محسن الداعري واجب وطني، وإن اختلفنا عن بعض سياساته أو إجراءاته أو تقديم وتأخير ملف مهم عن الأهم، فهذه الإنجازات في زمن توقف الدورة الحضارية في الوقت الراهن ليس توقفها فحسب، بل وعودتها للخلف.


نحن ندرك أن وزارة الدفاع لأكثر من نصف عام بدون موارد تشغيلية، وهذا البند وحده يكبح أي مزاج أو معنوية لتقدم متر واحد. لهذا، أن بروز هذه الشوامخ من الإنجازات والإصرار على الإنجاز، أستطيع القول أننا أمام إرادة فولاذية تتحدى الصعاب، وأمام مدرسة نتعلم منها، وأمام نموذج وجب نشره لتعلم منه.

أشيد هنا لا لتملق أو لتزييف الوعي، ولكني ككاتب رأي مجبر ليس أن أكتب فحسب، بل أن أنحني احترامًا ليس فقط لهذا الوزير، بل لكل مسؤول يقدر مسؤوليته ويفهمها ويجسدها، ولا يختبئ خلف جدران الصعوبات، بل يبحث عن حلول لها.


كما أشرت سلفًا، أننا في دورة حضارية صفرية، ونحتاج إلى مسؤولين وقادة يضعون البداية للحركة للأمام. كما قال المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي في قانونه الشهير التحدي والاستجابة، أن لا حركة لتاريخ والأمم إلا بهذا القانون. وتفسيره هنا أن وزير الدفاع أمامه تحديات كبيرة، وها هو يضع حلولًا لها، وتبدو في هذا الظرف الصعب أنها من العدم. وهذا مطلوب من كل القادة في الدفاع الذين يفكرون في السيطرة على الموارد وليس في تسخيرها ..


قال العالم الجزائري مالك بن نبي في أحد كتبه حول أزمة الفكر في العالم الإسلامي، أن عالم الأفكار هو المتسبب إما في نمو وازدهار المشاريع أو في انحدارها. استدعيت هذا القانون لكي أقول أننا أمام رجل يجب دعمه، سواء كنا عسكريين داخل منظومة الدفاع أو خارجها، فلديه أفكار تقدمية تجسد واقعًا ويستحق ذلك.


عبد الناصر السنيدي