آخر تحديث :الثلاثاء-17 يونيو 2025-01:32م

اختلال ميزان الدراما اليمنية "بين التمييز والإقصاء"

السبت - 18 يناير 2025 - الساعة 08:54 م
زياد بن محمد

بقلم: زياد بن محمد
- ارشيف الكاتب


في الفترة الماضية، سبق وتناولنا كثيرًا أحوال الدراما اليمنية، وناقشنا العديد من العيوب والقصور التي تهدد بانقراضها بسبب انعدام المهنية في صناعة الدراما.

للأسف، أصبحت القنوات الفضائية هي التي تتصدر الإنتاج في البلاد، وتتحكم بقوة في اختيار بعض طواقم العمل الفني والتمثيلي بغض النظر عن الخبرة أو التاريخ.

أصبح الممثل اليمني مضطرًا لمحاباة القنوات تارة وبعض المخرجين تارة أخرى، طالما أن معيار الاختيار يتم بناءً على مدى قرب الممثل من القناة والمخرج أو تجمعه بهم صداقة شخصية، وليس على أساس الموهبة والاحترافية.

هذا السلوك الظالم أضر بكثير من الفنانين المحترمين والمحترفين، وأولهم وليس آخرهم الفنان بشير العزيزي، الذي أعلن عن اعتزاله بسبب التهميش والإقصاء الذي عانى منه من رفاق المهنة.

بشير العزيزي، الذي شارك في بطولة العديد من الأعمال الدرامية الناجحة، آخرها كان المسلسل اليمني الفانتازي "قرية الوعل"، مجسدًا إحدى الشخصيات المحورية. لكن طاله التهميش والإقصاء هذا العام مما دفعاه قبل أيام لإعلان اعتزاله، تاركًا وراءه حزنًا عميقًا في قلوب محبيه وزملائه.

في رأيي، استمرار القنوات وبعض المخرجين في هذا السلوك الإقصائي سيؤدي في المستقبل إلى انقراض الدراما اليمنية -التي لم تبدأ بعد-. ولمن أراد التأكد من كلامي، يمكنه متابعة أعمال رمضان القادم وسيجد أن الأبطال هم نفس أبطال الأعوام السابقة، - نسخ ولصق -، بغض النظر عن إنتاج أجزاء جديدة لبعضها.

هذا الاختلال في ميزان اختيار أبطال الأعمال الدرامية، من قبل بعض المخرجين والقنوات، يهدد بفقدان الثقة في الدراما اليمنية ويعيق تطورها ونموها. الأمر الذي يحتاج إلى إعادة النظر في معايير اختيار الممثلين، لمنح الفرصة للمبدعين الحقيقيين للظهور والإبداع، مساهمين في بناء دراما يمنية تستحق التقدير والاحترام.

في الختام، ما مر به النجم بشير من الشعور بالخذلان قد يمر به البقية يومًا ما، فالممثلون لا يعملون غالبًا إلا في رمضان وفوات الفرصة تعني للفنان خسارة كبيرة.