آخر تحديث :الأربعاء-03 سبتمبر 2025-12:30م

المشهد في سوريا

السبت - 07 ديسمبر 2024 - الساعة 02:54 م
هاني البيض

بقلم: هاني البيض
- ارشيف الكاتب


اعتقد ان سوريا كدولة وكقطر عربي ضحية صفقة كبيرة تم التوصل إليها موخراً وبوقت ليس بقصير


‏وواضح انه تم الاعداد لها جيداً وفق مشروع واسع وتفاهمات استراتيجية غير معلنة ، وتقاطع مصالح خطير عززته التطورات الاخيرة بالمنطقة


‏مقابل أخطأ جسيمة سياسية وعسكرية لما يسمى بمحور المقاومة وأذرعه المختلفة المنضبطة والمنفلتة


‏وكذلك اخطا للنظام على المستوى الشعبي وضعف بنية علاقاته الدولية ومحيطه العربي الفاعل


‏المشهد في سوريا شيء من الجزء الثاني لمسلسل الربيع العربي

‏ولكنه بطريقة مختلفة تحمل تداعيات جيوسياسية وتغييرات جيوستراتيجية


‏وبعد نجاة دمشق من موجة الربيع

‏والخريف الماضيين معًا

‏بفعل الدور الروسي والإيراني بوجه فصول المرحلة الماضية تتكرر المحاولة لأهمية هذا البلد المحورية وتعارض سياساته وتوجهاته في المنطقة مع مصالح الدول الكبرى


‏ اتصور ان تحقيق شيء من الهدف الاقليمي والدولي بفك ارتباط سوريا عن ايران ومحاولة صنع سوريا جديدة

‏في ظل هذه الفوضى الخلاقة


‏ليس بالعصا وحدها وانما بالعصا والجزرة معاً وكذلك بالسمن والعسل ،وسياسة الاحتواء الايجابية في المنطقة اذا ماتبقى هناك فرصة لنظام الاسد ..


‏الموقف التركي ( راس الحربة ) وبظهيريه الأمريكي والإسرائيلي حاضر وبقوة وفعالية

‏وواضح انه لن يتراجع بعد ان رسم خطته واهدافه المنحصرة في اسقاط النظام او المساومة القاسية مع ايران !


‏وكل ذلك يأتي على حساب الموقف الإيراني المتأزم الذي يقف منهك امام حسابات صعبة وخيارات ضيقة

‏ولكنها بالنسبة للأمن القومي الايراني حتمية ومصيرية بعد مرحلة من الانتكاسات والخسائر المتراكمة


‏الموقف الروسي ملتبس وغير مالوف وايضاً لايبتعد عن المقايضة والمصالح الآنية في أطار الحرب الروسية الأوكرانية ..

‏بمعنى دمشق مقابل أوكرانيا !


‏كل الاحتمالات واردة في ظل هذه المواجهات العسكرية الواسعة والمعد لها سلفاً وبتنسيق استثنائي لدوائر دول مهمة !

‏في أطار مشروع شرق أوسطي يتجدد ليس له ابعاد وملامح واضحة إلى الان او متفق عليها امميا


‏ولكن المؤسف قد تدرج مسألة تقسيم هذا البلد مقابل عدم سقوط الدولة كاملا

‏وهو امر وارد !


‏وأما تطورت دراماتيكية تدخل هذا الجزء من المنطقة في مرحلة لاعودة ..

‏وفراغ سياسي كبير ليس بمقدور الأطراف الاخرى الجديدة السيطرة عليه او اعادة انتاج نظام حكم جديد في المنظور القريب .. فتجارب عديدة ماثلة امامنا من ليبيا إلى اليمن والعراق


‏لذلك أنا اعتقد ان الحل السياسي هو الأكثر منطقية وعقلانية للوضع السوري

‏امام فداحة الحسم العسكري !


‏نتسأل عن موقف الأسرة الدولية المغيب في كل هذه الاحداث العابرة للحدود والأوطان

‏ويهمنا معرفة دور وموقف الجامعة العربية

‏امام هذه التطورات ..


‏ونسال الله السلامة والاستقرار والسلام

‏لشعوب منطقتنا وامتنا العربية والإسلامية

‏ولكل الشعوب المحبة للسلام والتعايش


‏*محاولة مرتجلة لقراءة المشهد في سوريا امام التطورات الأخيرة


‏إلى اللقاء