لاشك ان بناء وتقييم الانسان في اي بلد هو المقياس الحقيقي لبناء مجتمع ناضج ومتحضر يسوده العلم والثقافة والامن والاستقرار وهو القاعدة المتينة لقيام دولة قابلة للحياة والاستمرار جيلا بعد جيل ذات قوة وبناء وتطور مستمر وقد اصبحت البلدان التي اهتمت بالانسان وجعلته الثروة الاولى التي من خلالها اسست دولا قوية مسلحة بالعلم. والتكنولوجيا وجميع ماتتطلبه الحياة العصرية من الحداثة والحضارة
فمثلا دول اوروبا كانت تعيش في العصور الوسطى تخلف لانظير له عندما كان الانسان يمتهن في هذه الدول. او فلنقل كان 70 في المئة تحت خط الفقر و30 في المئة يعيشون فقط حياة استقراطية برجوازية عندما كانت ترفع شعارات الاوطان المقدسة التي ترفعها الكنيسة حفاظا على حياة الترف والبذخ لثلة من الناس في هذا المجتمع غير المتكافئ وتلزم بقية الشعب المطحون بتقديس هذه الشعارات الجوفاء التي تتغنى بقديس الوطن ومن يطالب باي حقوق توجه اليه تهمة الهرطقة اي بما معنى الخيانة ويحاكم من قبل محاكم التفتيش ويسجن او ينفى اويتم اخفائه
ضلت اوربا ترزح تحت هذا الظلم والتجويع واهمال الانسان فترة طويلة وكانت الثورة الفرنسية الاولى هي التي بدات تثأر لحقوق الانسان ولمظالم هذا المجتمع التي طالت تحت شعارات جوفاء كاذبة استفاد منها قليل من الشعب بينما يباد ويجوع الاغلبية لكن الثورة الفرنسية الاولى قد فشلت وتم الزج بقادتها السجون والاعدام لكثير منهم لكنها كانت الجذوة التي الهبت مشاعر الشعب الفرنسي فضلت تتوالى الثورات حتى قامت الجمهورية الفرنسية
واهتمت بتقييم الانسان الفرنسي وتنميته وتاهيله حتى بنت مجتمعا متحضرا يؤمن بالوطنية الحقيقية والعدالة الاجتماعية المتساوية ابدعت شعوب اوروبا كلها بعد هذه الثورات وبناء الانسان فى انشاء مجتمعات متحضرة تتسلح بالعلم والمعرفة وبناء اقتصاديات قوية
موحدة حتى اصبحت العملة الاوروبية الموحدة المسماه باليورو العملة الاصعب رقما في العالم
وكل هذا بناء الانسان اولا فالانسان قبل الاوطان وليس الوطن قبل الانسان فماالفائدة من وطن تسكنه الاشباح وتنتفع به ثلة قليلة من المجتمع كما هو الحال عندنا وفي بلدنا الجنوب اليمني ضاع الانسان ونحن نبحث عن الوطن اوعن الدولة تحت شعارات وقطع القماش المسماه علم الجنوب اصبح الانسان خاوي الفكر منهك مقهور. يبحث عن ابسط اطر الحياة فلمن نريد الدولة والانسان لم يتم بنائه ولا تهيئته لاستقبال هذه الدولة المنتظرة فلا اجيال مسلحة بالعلم لبناء دولة فلا تعليم ولا تغذية ولا انسان اصلا فمن لم يهتم بالانسان اولا فليس للوطن فيه خير
عذرا ايها القادة. لقد اضعتم الانسان وتركتموه فريسة سهلة لنهش الوحوش الجارحة ما الذي فعلتموه او قدمتموه من الشمال لهذا الشعب المكلوم الجريح فقد اصبحتم جزءا من معاناته.
كل ماحصل لابناء الجنوب ان مجموعة من الجياع اصبحوا من الاثرياء وعاثوا في الارض فسادا.