آخر تحديث :الثلاثاء-23 سبتمبر 2025-12:43ص

من تجارب الحياة .. الحلقة ( 171) طرائف ومواقف (2)

الأربعاء - 14 أغسطس 2024 - الساعة 05:15 م
اللواء ركن علي ناجي عبيد

بقلم: اللواء ركن علي ناجي عبيد
- ارشيف الكاتب





أُستدعيت من قبل هيئة تنظيم مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء لإلقاء محاضرة بعنوان

أسس ومبادئ بناء الجيوش الحديثة
على مساق الجيش والأمن بذلت مجهودا مناسبا في الفترة المحدة قبل المحاضرة رافقتي المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد ثابت حسين صالح ،ألقيت المحاضرة بشكل مهني حصل على إعجاب الحاضرين لم أتوقعه وهم من صفوة الكوادر القيادية في الجيش وأجهزة الأمن وقيادات الأحزاب وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمجتمع المدني. ومنهم فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي
كان أول سؤال من أحد أعضاء مجلس النواب خارح الموضوع وغير متوقع وهو
ما أسباب التأزم في الجنوب والنزوع إلى الإنفصال ؟

بعد إن مهدت بأن هذا السؤال خارج الموضوع وبحاجة إلى عدة محاضرات لكن دعوني أحكي لكم الحكاية التالية:
في 30 نوفمبر 1989م
كنت أرأس لجنة مشتركة لنأمين زيارة الرئيس علي عبدالله صالح ،حصل أثناء الفعالية الخطابية أن مجموعة من الطلاب حوالي 14 طالبيا انفردوا بهتافات حادة وحدة وحدة فورية هذه مطالب شعبية وكانت خارج تنظيم الفعالية اتصلوا بنا من ميدان الحبيشي يخبرونا بالأمر اتصلت بمدير العمليات الحربية العقيد صالح علي زنقل والفارجو اتصل بالرفيق حسان وباراس اتصل بمطهر مسعد..الكل أجمعوا بالرد وكأنهم في مكان واحد بالقول أبلغوا بحجزهم في شرطة كريتر حتى تنتهي الفعالية وأطلقوا سراحهم وكان ذلك ،الا أن أحدهم كان زميلا وجارا لمجند معنا في اللجنة خطاط وكاتب في قال أخروه قال اخروه أنا با أروح أنقذ (عاره).. فهمنا المقلب وزودناه بسيارة وجابه إلى عندنا ،كان مرعوب من مقلب التأخير إلا انه استعاد صلابته وقال لنا أيش أنتم ضد الوحدة ؟؟.
ومر الزمن إلى عام 2009 في أوج نشاط الحراك الجنوبي حيث تم إعتقال الآلاف في عدن ومديريات لحج وأبين .تشكلت لجنة برئاسة هلال كنت عضواً فيها حيث تم تهدئة الأوضاع وإخراج المساجين
ولم يبق غير 64 قيادي في سجن أمن معسكر طارق طلبوا ضمانات ذهبت ومعي ردفان علي عنتر وردفان سعيد صالح وقعنا ضمانات بانهم لن يعودوا إلى الساحات ونحن وفاهمين بأنهم سيعودون مباشرة من الزنازين إلى الساحات حال خروجهم في وقت
فجأة كان ضمنهم ذلك الطالب الذي سُجن وهو يطالب بالوحدة تعارفنا وقلت له أيش الخبر أخرجتك من الحجز وأنت تطالب بالوحدة والآن وأنت تطالب بالإنفصال فقال
( يـا رفـيـق عـلـي كـنـا نـعـتـقـد أن الـوحــدة واحـد جــنـب واحـد لـكـن طـلـعـت واحـد فـوق واحـد مضيفاً والله ما قبلنا بها لو يكون ما عاد يبقى واحد) ضجت القاعة بالضحك
السائل وهو عضو مجلس نواب انزعج وقال كيف كيف هذا الكلام ، أجابت ليزا الحسني بالقول يا شيخ كلام مجاز مجاز الحاصل بالضبط فضجت القاعة مرة أخرى بالضحك وأحسست أن الرسالة وصلت وأكد الكثيرون بعد انتهاء المحاضرة بأنه خير جواب.

بقلم اللواء الركن/ علي ناجي عبيد