آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-01:47ص

آراء

بروف د.جلال.. سيرة وانفتحت

الثلاثاء - 30 يوليو 2024 - الساعة 04:48 م

بقلم: احمد مهدي سالم
- ارشيف الكاتب

أُسعد كثيرًا بمتابعة صفحات جميلة، ورزينة، وعامرة بالفوائد والتنوع الثقافي مع جودة لغة، و جمال صياغة، وتبسيط للأفكار، وعناصر تشويق تجعلك تطالع المنشور، والمادة كاملًا، حتى ولو كنت تختلف فكريًا وسياسيًّا مع اتجاه ورأي المنشور.. ومن هذه الصفحات في الفيس والتويتر التي أتابعها، ويتابعها عدد مثقف معقول صفحة البروف د.جلال محمد عبدالله حاتم رئيس جامعة أم القيوين في الإمارات، ويتفاعل معها عدا كثيرين يمرون.. يطالعون، ولا يسجلون إعجابًا، أو يتركوا تعليقًا. طبيعة في البشر.
وهو أحد الأمثلة البارزة لنجاح شخصيات وكوادر عدنية، وجنوبية في بلدان الاغتراب، في المجالات التعليمية.. الأكاديمية، والثقافية والفكرية.. بدا د.جلال حياته في عدن متدرِّجا في مشاكل التعليم حتى نال الدكتوراة بامتياز في المجر، وجاء الأول على الدفعة.. مبعوث من جامعة عدن.. ثم عاد ومن عدن انتقل إلى إماراة أم القيوين، وعُيِّنَ عميدًا للكلية الكندية الإماراتية، وحقق معها خطوات نجاح في فترة زمنية قصيرة شجعته بدعم من قيادة الإمارة التي احترمت وقدرت وتقدر جهوده وفكره الأكاديمي المتطور، وتحولت الكلية الكندية الإماراتية تحت إدارته وإشرافه إلى جامعة أم القيوين.. ومثلما سابقت ونافست وتفوقت كليته السابقة.. كذلك حقق نجاحات كبيرة مع الجامعة الجديدة للإمَارة الأمَّارة بتشجيع ودعم كل مقترحات تطوير، وأفكار ارتقاء تنبثق من إدارته.. فصارت تتفوق على كثير من الجامعات الإماراتية التي سبقتها في عدة مجالات، وكل يوم نسمع عن تشبيك فاعل الجامعة مع المجتمع المحيط، وفعالياته المختلفة.. وعن مؤتمرات علمية وحلقات نقاش ودورات تقيمها الجامعة، أو تنعقد في جامعات أخرى، ويُنتدب للمشاركة في فعالياتها دكاترة أجلَّاء منها فيحققون نجاحات مذهلة، و يسجلون حضورًا مشرِّفًا سواء التي تقام داخل الدولة الإماراتية، أو خارجها.. مع إدخال بروف د.جلال حاتم لبرامج ومنهجيات جديدة قي مقررات الجامعة مثلًا في البرمجة والذكاء الاصطناعي وغيرهما من مجالات مستحدثة بحيث أن الجامعة وكلياتها تواكب تقنيات وعلوم العصر، وترتبط مخرجاتها بما ينفع ويفيد الخريجين .. ولا يزال بروف جلال يتنقل بالجامعة من نجاح إلى آخر، ويبرز طاقاته وخبراته الإدارية والأكاديمية التي تصطدم منتسبيه كل فترة بكر جديد.. وتجد صفحاته في التواصل تنشر أبرز عطاءاته بشكل موجز مما يعطيك فكرة إيجابية، وشعورًا معتزًّا بنجاح وتفوق كودارنا المحلية في مهاجر الغربة أكثر بكثير من بروزهم في بلادهم التي لا تحترم الكفاءات الكبيرة، ولا تشجع العطاءات الإبداعية الأكاديمية الراقية كما ينبغي، وكما تستحق.
ويحرص د.جلال حاتم على تزويد صفحاته التواصلية بأفكار جديدة.. بعضها صادمة، وطالعة من العصف الذهني، والتفكير خارج الصندوق.. وهو في انتقاد دائم لتعليمنا الجامعي الكلاسيكي الذي أحيانًا لا يواكب الجديد، أو يجعل الطالب المتلقي في حالة تحفيز، وبحث مستمر عن الجديد، وترك التقليد الممل، كما يوجه ملاحظات انتقادية عديدة لطرق وأداء بعض الأساتذة الجامعيين الذين لم يرتفعوا بمستوياتهم إلى درجة أعلى تجعلهم يبدعون في طرائقهم وأساليبهم؛ وبالتالي يحدثون الأثر الإيجابي في طلابهم، ويحصل ارتقاء بالمستويات..
والوجه الآخر لبروف جلال أنه جنوبي قح، وعدني أصيل، ومتعصب لجنوبيته، ومن أسرة عريقة، ويفخر بهذا الموقف المتجلي في كتاباته المستمرة الساعية إلى استقلال الجنوب، ومناصرته الدائمة لمسيرة المجلس الانتقالي الجنوبي، وانتقاداته المتواصلة لما يراه من عيب، أو اعوجاج، أو فساد في سيرته، ودخوله في صدامات مع البعض الذي يحمل توجهاتٍ، وأجندةً أخرى مخالفةٕ لقناعات جلال، وكُلٌّ حُرٌّ بأفكاره وقناعاته.
وبروف جلال هو أحد أبناء الأستاذ والمربي والمذيع والخطيب العدني الشهير عبدالله محمد حاتم الذي كانت له صولات وجولات أيام التشطير في مجال الحفاظ على الهوية الدينية، الإسلامية لمجتمعنا الجنوبي الذي كانت تنهش فيه ضباع الماركسية، ووحوش الإلحاد الشيوعي.. وقد سلَّم الله البلاد منهم.

من هو د.جلال حاتم؟

- هو مدير عام جامعة أم القيوين حاليًّا،
وقد شغل منصب رئيس كل من الجامعة الإماراتية الدولية بين 2013 و 2017،وجامعة العلوم التطبيقية والاجتماعية في اليمن بين 2000 و 2009،وعمل أستاذًا لاقتصاد الأعمال في جامعة عدن.
حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد عام 1991 من جامعة بودابست للتكنولوجيا والاقتصاد في المجر، وماجستير في الاختصاص ذاته عام 1998 من الجامعة ذاتها، وبكالوريوس في الاقتصاد عام 1982 من جامعة عدن.