آخر تحديث :الجمعة-05 سبتمبر 2025-11:31م

المناضل عباس الكعلولي .. طواف الساحات والميادين

الإثنين - 25 مارس 2024 - الساعة 12:27 ص
عبدالقوي خويف

بقلم: عبدالقوي خويف
- ارشيف الكاتب


من أوائل الثوار الجنوبيين الذين هبوا الى الساحات منذ بداية أنطلاق الحراك السلمي الجنوبي في عام 2007م، وبرغم ظروفة المادية الصعبة إلا أنه كان دائماً في مقدمة المتظاهرين في مختلف المناطق الجنوبية الذين خرجوا لرفض النظام السابق وللمطالبة برحيله وللتنديد بممارساته ضد الهوية والإنسان الجنوبي.

وكان أكثر من مرة يقول للغزاة (الجنوب محفوراً في قلبي) لن تستطيعوا أن توقفونا ولن تتمكنوا من أخراس أصواتنا فنحن نطالب بحقنا وبدولتنا المغتصبة ومن قال حقي غلب والله الغالب على أمره وأنتم من يجب أن يرحل عن أراضينا.

كابد هذا الثائر الكعلولي أشكال وأنواع وصنوف التعذيب والإمتهان من قبل قوات النظام السابق إبان إستعمارها للجنوب ومازالت أثار التعذيب بأديه على جسده وتبرز في محيا ووجنات وجهه المتجعد والشاحب من هول ما عاناه من ويل وظلم وإضطهاد، كل تلك العلامات ما تزال شاهدة على قوة وصلابة هذا المناضل الذي تشهد له كل الساحات السلمية بالتواجد والظهور.

اليوم وبعد كل هذا النضال الطويل يرمى هذا البطل في سلة المهملات ولا يجد من يسأل عليه او يطمئن عن حاله ولا حتى استشعر به زملائه في تلك المرحلة وكلفوا أنفسهم بالسؤال عنه.

اليوم وبعد كل ما قدمه من تضحيات في سبيل الوصول الى هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها الجنوب حالياً .

رجل عرفته ميادين النضال وخاصة ساحات الحراك الجنوبي التي ظلت تنادي بإستعادة الدولة، رجل يعرف قوميته ووطنيته القاصي والداني والجميع يعي حجم التضحيات التي قدمها لأجل الجنوب وما يتمتع به من عزة وكرامة وعفة نفس.

من القهر والألم والعيب والعار أن نجد هذا المناضل اليوم ليبحث عن قوت يومه وبالكاد يكاد يحصل على فتات لكي يسد رمقه.

رسالة الى كل القيادات العسكرية والسياسية وخاصة قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي، نقول لهم فيها أين أنتم من عباس الكعلولي ، والله أنه من الظلم والخزي والعار عليكم أن تتفرجوا على هذا المناضل وهو بهذه الحالة التي يندى لها الجبين.

أتوجه بنداء مناشدة الى أصحاب الكراسي والمناصب لقد أصبحتم في القمة تتلذذون بالنعمة وبرخاء العيش وهذا المناضل يعيش أوضاعاً مأساوية وأنتم تعرفون حجم ما قدمه في سبيل الإنتصار للقضية الجنوبية، ألا تخجلون أو تتحرك ضمائر الإنسانية والرجولة لديكم، لماذا لم تنظروا الى من هو قابع تحتكم لتروا الأساس الذي بنيتم عروشكم عليه، وتستفيقوا من سباتكم العميق لتروا على من تتكئون ومن هي القاعدة الجماهيرية التي ساعدتكم للنهوض والوصول الى المكان الذي أنتم عليه الآن.

انظروا الى تاريخ ونضالات عباس الكعلولي ومن هو على شاكلته من المناضلين الذين لا تستهويهم عدسات الكاميرات ومواقع الإعلام والشهرة وليس لديهم أي نفوذ سلطوي لحجز موقع في المسؤولية في زمن كثرت فيه الفتن وحكمت فيه الرويبضات ونرى فيه الإمعات تتطاول على أمور الأمة.

أنظروا يا هؤلاء بعين المسؤولية والإنسانية الى المناضل عباس الكعلولي الذي كان يخرج الى الساحات متحدياً فوهات بنادق وهدير المجنزرات والمدرعات والأطقم التابعة لجيش النظام السابق بصدر عاري لا يخاف في سبيل الجنوب إلا من الله.

ذلك هو عباس الكعلولي الذي كان يتصدى لبطش وجبروت الأمن المركزي وغوغائية الحرس الجمهوري ويجتاز ويخترق كل الحواجر التي يتم نصبها لمنع أبناء الجنوب من الحضور والمشاركة في الفعاليات السلمية التي أقيمت حينها في عدن ولحج وأبين وردفان والضالع بكل إرادة وقوة وعزيمة لا تقهر او تلين.

انظروا في هذا المناضل الذي أنتم تتمتعون برغد العيش بفضل تضحياته وأمثاله من الرجال البسطاء والمساكين، اعملوا بهذه النصيحة قبل ان تطاردكم لعنة التاريخ.