آخر تحديث :الجمعة-04 يوليو 2025-12:35ص

خواطر حزينة في وداع الباعزب

الخميس - 11 يناير 2024 - الساعة 10:52 م
احمد يسلم صالح

بقلم: احمد يسلم صالح
- ارشيف الكاتب




صدمني خبر وفاة  صديقي وزميلي  في الدراسة الجامعية في كليتي زنجبار وعدن أربع سنوات متتالية في ذات التخصص والسكن تزاملنا وعشنا أجمل سني العمر والدراسة  
مثل لي الدكتور صالح باعزب نعم الأخ ونعم الصديق بروحه المرحة المتجددة  المفعمة دوما بالأمل  والتفاؤل حتى لتراه في أشد اللحظات قتامة وجدا  بشوشا مرحا يطلق ضحكاته ليوزعها في اجواء المكان مبددا أيونات أو  شحنات أي  جو مكفهر  إلى الحالة المغايرة كانت فلسفة زميلي المرحوم باعزب فلسفة حياتية جد عظيمة وكنت دائما مااتمثلها وأعجب  بها ايما اعجاب أتذكران ضغط الامتحانات  كانت تدفعنا إلى ساعات متأخرة من المذاكرة الجادة وروح التنافس الشريف ناهيك عم نتكنزه من مهابة عن الحياة الجامعية لكن ضحكات وبشاشة  الباعزب كانت كفيلة  بتدديد تراكمات هم الامتحانات  وقلقها . كان القسم  الداخلي  لكلية التربية عدن  يعج بطلاب من  سقطرى وحضرموت وشبوة والمهرة  والضالع ويافع والجاليات الفلسطينية والصومالية  نشكل أسرة واحدة يجمعنا هدف نبيل وعلاقات الزمالة الرائعة كانت غرفنا  تجاور بعض من  أبناء الجالية الصومالية وحضرموت عرفنا من  زملائنا الحضارم  طبخات الرز مع اللخم  وعلب التمر الحجري اللذيذ فيما اكتشفنا أن  طلاب الجالية الصومالية  يتصفون بالعفة الشديدة وحصافة القول والاعتزاز بالنفس . من المواقف التي اتذكرها كم من الوقت نمضيه في البحث عن معنى كلمة في الشعر العربي  في معاجم  اللغة العربية كالمحيط  ولسان العرب ومختار الصحاح ونظرا لندرة تلك المعاجم  كان لابد من الانتظار في مقاعد المكتبة بهدوء تام إلى أن يخلص أحدنا  لياتي دور الآخر على عكس اليوم الذي يحتاج هذا إلى ضغطة زر في الهاتف المحمول  وشبكة النت لتحصل على المعنى وأي معلومة بسهولة ويسر . وبتوصيف سريع كان الدكتور عبدالمطلب جبر رحمة الله  عليه من أشهر الدكاترة غزارة في المعلومات والقراءات التحليلية  ومدارس  النقد الأدبي. ود. مبارك الخليفة في الأدب المقارن  .  أما دراسة  النحو العربي وفقا والمدرسة الكوفية فكانت المادة  واستاذها علي أسعد تمثل لنا عقدة العقد والتعقيد  فيما مثل لنا  الاستاذ  عبدالوهاب عبدالباري   فاكهة الدراسة الجامعية نظرا لسخريته اللاذعة وقفشاته التي لاتمح من الذاكرة  قبل بضعة شهور وفي جامعة أبين ألتقيت  زميلي العزيز صالح باعزب وكعادته استقبلني بضحكته المعهودة بالرغم من معاناته من مضاعفات مرض السكر اللعين مازحته قائلا يا كتور انت من وين جاء لك السكر وهو المرض الذي يكون أسبابه كماقال بعض الاطباء القلق والنفرزة والعصبية وأنت بعيد كل البعد من كل هذا . وقبل مايجيب عن سؤالي أبتسم ابتسامة عريضة أطلق بعدها ضحكة مجلجلة يابر يسلم حتى مرض السكر شافنا شعب عشوائي وجاء له يخبط خبط عشواء 
انا قدني مستغرب على عمري من وين جاني ضحكنا واستعرضنا على عجل بعض من ذكريات الدراسة الجميلة فودعته إلى لقاء آخر  وعرفت من شقيقه الدكتور ياسر باعزب تدهور حالته الصحية وهنا أجد نفسي حزينا ومواسيا لابناءه وأشقاءه وزملائه في جامعة أبين في فقدان صديقي وزميلي الأعز رحمة الله عليه
متوجها بالدعاء إلى رب العرش العظيم ليسكنه فسيح جناته في منزلة الصديقين والأخيار وانا لله وانا اليه راجعون
أحمد يسلم