*توصيف المشكلة*
كل متابع للشأن التربوي والتعليمي في مدينة مودية(المركز) يرصد عددا من المشكلات التي تؤثر قليلا أو كثيرا في سير العملية التعليمية في المدينة، وكثيراً ما يظن هذا المتابع أن هذه المشكلة أو تلك يستصعب إيجاد حلول لها لأسباب موضوعية قاهرة، ولكن ومع إقرارنا أن كثيراً من المشكلات في هذا الواقع المعقد الذي تمر به البلاد يجد المهتمون صعوبات بالغة في حلها، ولهذا يتعاملون مع الواقع كما هو وفي حدود الممكن، ولكن لابد من البحث عن معالجات لأن المشكلات هذه تسير بشكل تصاعدي.
ومن أهم تلك المشكلات التي تواجه العملية التعليمية في مدينة مودية هي:
*( الكثافة الكبيرة)* للطلاب في فصول مدارس المدينة، خاصة أن المدينة (المركز) تستقبل سنويا أعدادا هائلة من داخل المدينة ومن ضواحيها ومن القرى القريبة منها، من الجنسين ذكورا وإناثا، فأصبحت هذه الأعداد الكبيرة من الطلبة والطالبات تشكل عبئا كبيرا على المدارس والإدارات والمدرسين وعلى القدرة التعليمية.
والحل الطبيعي البسيط لهذه المشكلة هو: بناء المزيد من المدارس في مدينة مودية وتوظيف المزيد من خريجي كليات التربية، ولكن هذا الحل غير متاح ولا ممكن اليوم لأسباب كثيرة الكل يعلمها.
فهل نظل نراقب هكذا ونلعن الظلام ونعض أصابعنا أم نحاول أن نوقد شمعات بسيطة تساهم في تبديد هذا الظلام ؟
خاصة أننا أمام مشكلة متداخلة يجب أن نأخذ في الاعتبار الحرص على تسهيل حصول الطالبات على فرص للتعليم، وكذلك استيعاب كل الطلاب الجدد في الصوف الدنيا، وأيضا علينا أن ندرك أن إسهام المنظمات لن يعالج المشكلة،وإن كانت تساهم مساهمة يسيرة في ذلك.
لهذا على إدارة التربية والمهتمين بالشأن التربوي في المديرية أن يفكروا ويتدبروا ويقدروا ويبتكروا أي معالجات لهذه المشكلة، خاصة ونحن أمام تزايد طردي لأعداد الطلاب كل عام دراسي جديد، وهو ما يشكل عبئا كبيرا في ظل الغياب الكبير للمعالجات الجذرية للمشكلة، وبعض الإشكاليات التي واجهتنا هذا العام في تسجيل الطلاب المستجدين ستواجهنا أضعافها في السنوات المقبلة.
*ومن أجل هذا*
فهذه مساهمة مني كمعلم ومتابع ومهتم بالشأن التربوي في المديرية، أقدمها لأهل الحل والعقد التربوي وأهل الرأي والمهتمين، لعلها تكون فاتحة لمقترحات ومساهمات أخرى قد تبنى عليها أو تكون أفضل منها، أوعلى الأقل يكون دوري في هذا الموضوع هو تعليق الجرس حتى يرن في أرجاء المديرية ليقول للناس هناك مشكلة عليكم أن تتداعوا لحلها.
*روافد لمعالجة المشكلة*
هناك ثلاثة روافد من وجهة نظري لابد أن تسهم في نجاح المقترحات وهي:
- اقتناع رجال المال والأعمال والشخصيات المؤثرة في المديرية بوجود المشكلة ومن ثم الحرص على معالجتها.
- الاستفادة من الأصول غير المستعملة من إدارات الدولة في المديرية، وإعادة هيكلتها وتحويلها إلى فصول دراسية.
- الاعتماد الكبير على الكادر النسائي في تنفيذ العملية التعليمية، لأنه وبالتجربة وجد أن (المعلمة) أكثر عطاء وانضابطا وأقل تذمرا ومطالبا.
*الحلول العملية*
١ *- مدرسة الشهيد (علي عبد الصالحي)*
وهذه المدرسة هي مبنى الإدارة المحلية السابقة المعطلة حاليا، فنعتمدها كمدرسة ابتدائية للأولاد تضم صفوف ( ١ - ٦ ) لموقعها في شمال المدينة، ثم يضخ فيها كادر نسائي خالص -إدارة ومدرسات- ، طبعا بعد بناء سور للمدرسة.
*٢- هيكلة مدرسة جمال*
بحيث تجعل مدرسة ابتدائية للأولاد للصفوف ( ١ - ٦ ) لموقعها الجغرافي وسط المدينة وأيضا يضخ لها هيئة تدريسية نسائية خالصة.
*٣- مدرسة الفقيد (عبد الله سالم الهضام)*
تحويل روضة الأطفال إلى مدرسة ابتدائية للأولاد من ( ١ - ٦ ) لموقعها الجغرافي جنوب المدينة ومن ثم ضخ لها كادر نسائي خالص.
خاصة أن هذه الروضة لا تستوعب سوى (٤٠٠ ) طفل فقط من مدينة يصل عدد المواليد فيها إلى أكثر من (٢٠٠٠) طفل في العام.
*٣- فصل تمهيدي*
عوضا عن إغلاق الروضة يمكن اعتماد فصل تمهيدي ما قبل المرحلة الابتدائية في جميع مدارس المدينة.
*٤- هيكلة مدرسة العروس*
واعتمادها كمدرسة محورية للتعليم الأساسي للأولاد من صفوف ( ٧ - ٩ ) لمركزيتها في المدينة بحيث تستوعب جميع الطلاب للصفوف من سابع إلى تاسع سواء كانوا طلاب المركز أو القرى المجاورة( التي تأتي منها الطالبات)، ومن ثم ضخها بمعلمين ذكور، ومما يساعد على ذلك أن مدرسة العروس مدرسة كبيرة وواسعة وفيها مختبر وملعب، وهذا يجعلها تستوعب أعدادا كبيرة من الطلاب وتدفع بالعملية التعليمية دفعة إيجابية.
*٥- عملية عكسية*
من أهم المشكلات التي تواجه التعليم في المركز هو تدفق عدد كبير من الطالبات من القرى المجاورة إلى مدرسة أم سلمة حتى قارب عدد الطالبات في مدرسة أم سلمة الألف طالبة مما حرم بعض الطالبات القريبات من المدرسة وحرم بعض طالبات المركز من الحصول على مقعد دراسي في المدرسة، وهذه نتيجة طبيعية لسير الأمور في هذا الواقع ولعدم وجود مدرسة أخرى تخفف العبء عن مدرسة أم سلمة.
ولهذا فالمقترح هنا هو القيام بعملية عكسية وهي:
بقاء طالبات القرى المجاورة في مدارسهن وإرسال طلاب هذه المدارس إلى مدرسة العروس( ٧ - ٩ ) فنكون بهذا حققنا أكثر من هدف.
تخفيف المشقة على الطالبات القادمات من القرى المجاورة بحيث يبقين في مدارس قراهن غير المختلطة.
خففنا العبء عن إدارات تلك المدارس مما يسهل نقل عدد من المدرسين إلى مدرسة العروس.
خففنا العبء على مدرسة أم سلمة وأتحنا المجال لطالبات المركز للالتحاق بمدرسة أم سلمة بسهولة.
*وبعد*
فأنا هنا لا أزعم أني مثل الشاعر أبي العلاء المعري الذي يقول:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
ولكني أضع بين يدي أهل الشأن مبادرة، قد تكون صحيحة ومناسبة، وقد تكون نسبة الصواب فيها كبيرة أو قليلة، وقد تكون خاطئة سندا ومتنا، ولكنها لابد أن تكون جديرة بالنظر، أو على الأقل أكون قد رميت حجرا في بركة ساكنة لكي تحرك مياهها.. ليتداعى الكل: سواء كانت السلطة المحلية؛ أو مجالس الآباء؛ أو أهل الرأي؛ أو المعلمين؛ أو كل من يعنيه هذا الشأن، للبحث عن حول لمشكلة تتصاعد كل يوم أكثر وأكثر...
اللهم إني بلغت فاشهد
والله الهادي إلى سواء السبيل.