يوم كان قادة المسلمون عظماء ويستمدون عظمتهم من تعاليم دينهم ويطبقونها واقعاً في حياتهم..
كان العالم يهابهم ويجعلونه يركع بين اديهم.
فلنقرأ في سجلات التاريخ كيف سطرت شموخ واباء وعزة قادة المسلمين باحرف من نور ، وهم يذودون عن حياض الدين والامة ويرهبون اعدائهم لا شعوبهم كما يفعل قادة اليوم..
غضب القايد المظفر صلاح الدين الأيوبي حين وصله نبأ أن القائد الأفرنجي أرناط حاكم الكرك في فلسطين قام بقطع الطريق على الحجاج المسلمين وقتل النساء والأطفال وكان يقول: قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم.
وأخذ بالتضرّع الى الله والبكاء يومين كاملين، وهو يقول: يا رب هل تسمح لي أن أنوب عن رسولك محمد صل الله عليه وسلم في دفاع عن أمته، وما زال يكررها حتى اليوم الثاني ثم أعد جيشه، وقال فيهم هذه الخطبة الصغيرة:
يا جند محمد عليه الصلاة والسلام إن أرناط حاكم الكرك قد تجبر وعلا وقتل حجاج بيت الله الحرام، وسفك دماء الأطفال والنساء،
وهو يقول: قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم.
وأنا قد وهبت نفسي وروحي لأنوب عن محمد صل الله عليه وسلم في الدفاع عن أمته، فمن أراد الذهاب معي فليلحقني، فقال جنده جميعاً بصوت واحد: كلنا فداء لرسول الله.
ودارت معركة حطين، وانتصر فيها صلاح الدين وأُسر أرناط ،قال صلاح الدين له: أأنت الذي قلت قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم ؟
قال: نعم.
فأجاب صلاح الدين:وأنا العبد الفقير الذي تراه أمامك، قد ناب عن رسول الله في الدفاع عن أمته..
وقطع رأس ارناط.
عندما غضب المعتصم بالله ففتح مدينة "عمورية" أكبر معقل للبيزنطين.
غضب صلاح الدين الايوبي أقسم أن لا يبتسم حتى يعيد القدس للمسلمين..فاعاده.
غضب هارون الرشيد فكتب الى رسالة إمبراطور الروم قائلاً :
"من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى النقفور كلب الروم، يا ابن الكافرة لأرسلن جيشا أوله عندك وآخره عندي"..وانطلق إلى عمورية ودمدم عليها أسوارها.
عندما غضب عبدالرحمن الغافقي وصل بجيش المسلمين إلى وسط باريس.
عندما غضب محمد الفاتح فتح مدينة "القسطنطينية" أكبر معقل للروم.
عندما غضب يوسف بن تاشافين أفنى جيش النصـ.ـارى واعاد اللندلسر للاسلام بعد ان كادت تسلب منهم.
عندما غضب ألب أرسلان مزق الدولة البيزنطية وأسر إمبراطور بيزنطة.. واشترط عليه بناء مسجداً للتجار المسلمين في فرنسا مقابل اطلاق سراحه..
مازال المسجد الى اليوم.
أما اليوم عندما يغضب قادة المسلمون يرسلون خطابات استنكارية للأمم المتحدة..اي ذل وهوان ساقونا اليه.
رحم الله أيامًا كان غضب المسلمين جيوشًِا لا يُرى آخرها
اللهم اعز الاسلام واهله واخذل الباطل وحزبه.