آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-11:43م

هل سيحقق بوتين الانتصار في مواجهة الغرب؟

الثلاثاء - 28 فبراير 2023 - الساعة 11:22 م
محمد مرشد عقابي

بقلم: محمد مرشد عقابي
- ارشيف الكاتب


حسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار المواجهة لإسقاط الخطط الغربية الهادفة إلى إضعاف بلده والقضاء عليها، محملاً الغرب والولايات المتحدة الأميركية مسؤولية التصعيد في خطاب ذكرى بدء العمليات العسكرية.

وقال الرئيس الروسي، إن النخب الغربية لا تخفي هدفها وهو إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بروسيا، أي القضاء عليها لمرة واحدة وإلى الأبد، محملاً تلك النخب المسؤولية في تأجيج التصعيد، وكشف بوتين عن حالة المستوى لقوات الردع النووي مع كامل التأهب في روسيا من قوات تتجاوز الـ 95 في المئة.

ويرى الكثير من المتابعين بإن لهجة الرئيس بوتين هذه تأتي بالتزامن مع تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة الروسية الأميركية بشأن خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، في حين أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أسفه من إعلان روسيا هذا، واصفاً إياه بغير المسؤول، كما كان الأمين العام للناتو قد أعرب هو الآخر عن الأسف أيضاً مع تكرار التصريحات بالاستبداد بأنه لا يجب أن ينتصر بوتين في حرب أوكرانيا.

وطبقاً لتحليلات، فقد بات من الواضح بأن رسالة بوتين كانت على المستوى الداخلي ويقصد بذلك الشعب الروسي وحكوماته ومؤسساته وكل الجهات المعنية بصمود موسكو، في ظل الصراع الممتد مع الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص لفهم صورة التطورات الحاصلة، بينما اهتم الغرب برسالة بوتين وتحديداً في ما يتعلق بالحديث عن تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة ستارت للحد من هيمنة الغرب والأسلحة الهجومية الاستراتيجية بالإضافة إلى تجهيزات وزارة الدفاع الروسية وباقي مؤسساتها بخوض تجارب التدريب النووي في المحيط المتجمد الشمالي، وبالتالي قيام روسيا بهذه التجارب على هذا النحو يؤكد بإنها جاهزة ومستعدة لكل الخيارات الموضوعة غربياً بأعلى درجاتها، وأن خوض معركة التجارب أو الاختبار لكافة السيناريوات المحتملة مدروسة بطريقة تحليلية ربما تعتمد أغلبها على قاعدة التجارب النووية الروسية التي انتهت عام 1991، وقد تكون روسيا قامت بتفعيل جزء منها في ظل ارتفاع مستوى الصراع الهجين الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا في ساحة أوكرانيا.

ويؤكد الكثير من المواقبين، بإن الغرب لطالما أراد اغتصاب القدرات النووية الروسية، من خلال مطالبة الروسي بالتزام الغرب بالتوازن النووي، كما لطرف الناتو أيضاً حديث عن ضرورة التزام روسيا بهذه المعاهدة، وبالعموم الخطاب الردعي بين حجم المشاكل المفتعلة منها والمتراكمة بالموقف الأميركي المعتمدة غالباً على استراتيجية الهجوم التكتيكي في مجال الأمن الاستراتيجي النووي التي كانت سارية المفعول بين روسيا وأميركا وتم تعليقها، مع احتمال إمكانية انسحاب روسيا مع الوقت، أي أن خطورة الاستراتيجية قد تتفاقم واللعب مع بوتين ليس بالأمر بالسهل خاصة أن الغرب والإدارة الأميركية تتحسب أن هذا الخطاب مجرد تهديد، أي لا شيء ملموس منه على الأرض، وهو فقط يحاول تهديدهم، بينما الحقيقة تقول إن شظية الغرب أي كانت التي تحاول كسر ظهر روسيا وتحقيق أي هدف يخترق الأمن الروسي له حتمية الرد والعواقب الوخيمة في ظل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، الأمر الذي سيكون لها إرتداد ربما في المجال الأمني الاستراتيجي وهو ما تحاول واشنطن من خلاله شيطنة روسيا.

ويرى العديد من الساسة والعسكريين، بإن الرئيس الروسي يأخذ الحقبة السوفياتية كمنصة وهدف واضح مع ترك فسحة للمجال في الحوار أو المفاوضات، وهو ما يجعل الغرب أمام خيار الإلتزام بالضمانات وأهمها الأمنية أو ترك المجال للصراع المفتوح بين روسيا والغرب على الساحة الأوكرانية خاصة أن أميركا تقوم بجس نبض الروسي بعد أن أقدمت على منح أوكرانيا مؤخراً بيانات تتعلق بضرب المنشآت النووية الروسية.