آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-10:02م

في السباق لكسب الرهان .. من هو المنتصر في حرب أوكرانيا؟

السبت - 18 فبراير 2023 - الساعة 08:44 م
محمد مرشد عقابي

بقلم: محمد مرشد عقابي
- ارشيف الكاتب


أقتربت مواجهة روسيا والغرب في أوكرانيا من مسافة صفر، بعدما أصبح هامش الحيطة خلف ظهر الطرفين في هذه المعركة التي أراد كلاً روسيا والولايات المتحدة الأميركية تأكيد نصر أحادي مؤزر لصالحه، وعدم الاقتراب من الخطوط الحمراء المرسومة أو تجاوزها لتفادي الصدام العسكري المباشر بينهما والذي قد يفضي إلى نشوب حرب عالمية تكسر فيها كل المحرمات.

وسجلت واشنطن في هذه المعركة، إنجازات سياسية واقتصادية على حساب روسيا وأوكرانيا، حيث نجحت بحسب الكثير من المراقبين في دفع روسيا بنفسها إلى الوحل الأوكراني من دون أن ينوب عنها أي طرف آخر بالوكالة في هذه الحرب، واستنزفت المخزون العسكري الروسي التقليدي بكامله وحولت أغلبية المدخول القومي للبلاد لناحية دعم الصناعات العسكرية التي تكلف الخزينة ما يزيد عن 300 مليون دولار يومياً وهي بإرتفاع مستمر، واوجدت كافة المبررات لفرض عقوبات اقتصادية ومالية عليها بالإضافة إلى وضع اليد على كافة الأصول الروسية في الخارج، كما نجحت واشنطن بشق العالم بشكل عمودي إلى نصفين وتعرية المتموضعين في الوسط حيث لا فسحة رمادية في ساحة الصراع الدائر شرق أوروبا.

ويرى بعض المحللين، أن روسيا ومنذ اليوم الأول لدخولها المعركة ضد زيلينسكي انجزت ما كان مهماً جداً بالنسبة لها كونه مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بأمنها القومي، حيث أكد الكرملين أن الأمن القومي الروسي خط أحمر، وأن إضعاف وتفتيت روسيا وتحويلها إلى دويلات هي مجرد أضغاث أحلام أميركية، وأن اقتراب الناتو من حدودها أمراً ليس سهلاً ومستحيل، أيضاً أثبتت موسكو أنها جادة وستكون كذلك في كل مرة في حال حاول أي طرف تشكيل مخاطر أو تهديد الأمن القومي أو مصالح البلاد الإستراتيجية.

وبعد عام على انطلاق الرصاصة الأولى يرى الكثيرين إصراراً روسياً على الاستمرار في العملية العسكرية التي أنهكت أميركا وأوروبا مالياً واقتصادياً جراء تكلفة قيمة المساعدات العسكرية والمادية التي يقدمونها لنظام زيلينسكي، وارتفاع أسعار الغاز والطاقة في القارة العجوز وحجم تأثيرها على استمرار دوران العجلة الاقتصادية، وفي المقابل رتبت روسيا أوراقها مع الصين وبعض الدول المناهضة للسياسة الأميركية.

وجهزت روسيا نفسها للتعايش مع حرب طويلة الأمد في أوكرانيا قد تنهك أوروبا وتدفعها للاستسلام لشروطها التي لا تسوية ولا تراجع عنها وفقاً للعديد من المسؤولين، وإلا فإن استمرار الحرب سيكون سبباً وجيهاً قد يدفع ببعض دول الاتحاد الأوروبي للخروج منه، في ظل بروز عالم جديد يطير بجناحين كاملين صيني وروسي يرتكز على نصف سكان الكرة الأرضية كسوق استهلاكية ومساحة جغرافية تفوق مساحة أوروبا وأميركا مجتمعتين.

ويؤكد عدد من الخبراء، بأن تشكيل معالم القوة العالمية الجديدة يتطلب صك عملة دولية بديلة عن الدولار الذي إذا ما انهار ستكون الصين أول المتضررين منه بسبب تراكم سندات الديون الصينية الخارجية والتي تبلغ ما يقارب 14 ترليون دولار أميركي، في حين يبقى السؤال هل بمقدور روسيا والصين اللتين تستعجلان صنع عالم جديد متعدد الأطراف والأقطاب، القضاء على هيمنة الدولار وتكبد خسائر فادحة جراء ذلك؟ أم سيكون هذا العالم مطوياً على صفحتين مختلفتين سياسية واقتصادية يبقى الدولار ملكاً على باقي العملات.

وتتبادر، أسئلة كثيرة حول نهاية الحرب ومستقبل العملة الخضراء وحاجة الشرق إليها تحتاج إلى أجوبة ربما السنوات المقبلة تتكفل بكشف جانب من جوانبها إن كان لناحية نهاية الحرب مع أوكرانيا، أم لجهة السياسة العالمية المتوقعة وسياسة العملة والنقد لكل من روسيا والصين.