ذاك اليوم الذي عُدت فيه حاملًا لجميع معاني الخيبات، لم تكُن مجرد خيبات؛ لأنها كانت بمثابة فشل ليّ؛ فشل نتيجة للخوف الذي تسلل إلى داخلي، تملكني حينها العجزُ؛ من كَثرة خوفي بأن أخوضَ معركةَ؛ لتحقيق هدف من أهدافي، قيل ليّ ذات مرة بأن خوفي سوف يُخسرني الكثير من الأشياء، لم أكُن أعلم بأنه سوف يُفقدني أغلىٰ ما أملك؛ وهي نفسي، حقًا أيقنت حينها أن الخوف هو أول طريق للفشل، كثرة خوفي أدت بي إلى الهلاك، فالخوف يجعل الإنسان حي، لكنه يصبح جسد بلا روح، حقًا كان على صواب نجيب محفوظ عندمًا قال:*«الخوف لا يمنع الموت لكنه يمنع الحياة»*، بل الخوف يصنع أكثر بكثير؛ الخوف يجعلك تشعر بطعم الهزيمة قبل أن تُهزم، الخوف فشلٌ يَحُل كَـلعنة ضد النجاح، والتقدم للأمام، فكم من نجاحٍ لن يأتي ولن نتقدم لأجله؛ بسب الخوف من أن نفشل فـاصبحنا فاشلين قبل أن نفشل حتىٰ، كم من فُرص لن نحظا بها بسبب الخوف، كم من ضميرٍ ماتَ بداخلنا بسبب الخوف،
الخوف سلاحٍ قاتل للتقدُم، الخوف يُدمر الحياة ولذَّاتها، الخوف يمنعك من فعل أشياء تود أن تفعلها وترغب في الوصول إليها، الخوف يمنعك من المُضيّ للأمام ولو خطوة واحدة؛ فالخوف يُدمر الأحلام، إن استطعنا فقط أن نتخلىٰ عن خوفنا ونَخطو خطوةً للأمام، الخوفُ حبل يقيدُ الإنسانَ إذا ما أصابهُ، الخوفُ وحشُ يريدُ حصدَ الفشل، الخوفُ هو مانعُنا من الوصول إلى طموحاتِنا، لكن إذا ما وضعنا ثقتنا المطلقة بالله ورسمنا طريقنا بألوان الثقة سنحققُ ما نريد ولن يستطيع الخوفُ أن يتسلل لداخلنا لأننا وضعنا أمامهُ بابًا من حديد في طريقهِ إلينا،
لا نجاحَ مع الخوفِ ولا خوفَ مع النجاحِ، لن يدومَ غيابُ شمسُ حياتنا فضبابُ الخوفِ سيتبددُ وستشرقُ شمسُنا بعد الغروبِ، وسيحلُ صُبْحُ انطلاقنا بعد ليل ركودِنا، فإليك نمضي يا إلهنا وإليك نشدُ الهممَ والعقباتُ تقفُ في طريقنا، وقفتَ جبل شامخٌ، نجومٌ في السماءِ تَهدينا سبلَ الوصولِ إليكَ، مهلًا مهلًا أنني أرى ضوءً في آخرِ النفقِ فلنجري نحوهُ، الضوءُ يزدادُ شيئًا في شيئًا، لا أُصدقُ ما أراهُ لقد تَجاوزنا نفقَ الخوفِ ووصلنا إلى مُرادنا بعد كل ما حدث لنا، أخيرًا تَجاوزنا نفقَ الخوفِ، واسَتطعنا أن نُحققَ ما نريدُ، يالها من تجربةِ عظيمة لن نستطيع أن ننساها ما حيينا.