آخر تحديث :الجمعة-04 يوليو 2025-03:07ص

كهرباء سقطرى.. أكلت يوم أكل الثور الأبيض

الإثنين - 18 يوليو 2022 - الساعة 07:00 م
باسم جلال عبدالله

بقلم: باسم جلال عبدالله
- ارشيف الكاتب


يقول أحدهم كنت  مواطنا عاديا بسيطا ، ذات يوم اتصل بي سيدي الرئيس القائد الهمام : وعينني على رأس هرم السلطة وجعلني مديرا  وجعلني الرئيس في بلدي مع أنه يوجد في بلدي مديرا  غيري وشرعي، المهم تعينت وخلاص، عندما تعينت مديرا لبلدي أو بمفهومنا محافظا لبلدي، كان الرئيس القائد الهمام  يصفني بأوصاف جميلة ويطريني أيما إطراء بسبب جهدي ومثابرتي في العمل والنجاح  الذي تحقَّق، وأنني أفضل مَن عمل لديه، وبالَغ حتى صدقْت كلماته وانتشيْت وانتفخت، وكان هناك المدير السابق  الذي ركبت عليه موجتي،  هو في الحقيقة من  ينظم ويرتب  جميع الأعمال، ويعتمد عليه الناس  كثيرًا, فخيل لي الرئيس القائد الهمام مدى مايلاقيه من بلادة وغباء المدير السابق  وما يعانيه من قلة وعيه وعدم قدرته على إدارة البلد وأنها لاتصلح إلا لي، وأنا أبوها وأمها, وبأن المدير الأول فيه كذا وكذا ، وأنه، وأنه.
ونحن بحاجة لرجل قوي الشخصية، شديد البأس، وعنده نظرة ثاقبة لاستشراف المستقبل وليس أحد أفضل عندي يدا منك، ولديه فِكر مثل فكرك،
فتصدرت نفسي بزَهْو قائلة: لا تهتم ياسيدي ، أنا  لها وأنا أبوها وأمها وأنا من سينهي عبث الكهرباء الحكومية لنشغل كهرباء الإخوة.
في  الحقيقة أشرت على سيدي أن أبعد المدير السابق  من طريقي لأني الوحيد القادر على تصفية كل الشوائب، بالفعل تم استبعاده.
وبقيتُ أنا في الصدارة أعمل وأجتهد وأتعب، ولا يَعلم أحدٌ بأني مَن قام بالعمل، فكل المعاملات أنجزها بأسرع وقت ( هذا من مفهومه ومنظوره هو فقط) وإلا الواقع غير هذا تماما، لكن كنت أتفاجأ بأن كل الأوراق والمعاملات  لاوجود لاسمي عليها ، بل اسم سيدي، وفي الحقيقة هو لم يعمل شيئا بالبتة، فكل التقارير ترفع باسم سيدي القائد  وأنا لاأحد يعلم مدى التعب الذي أقوم به، بل أعمل أحيانا لأوقات متواصلة ، وأصل الليل بالنهار ،لكن لاوجود لشخصي ولاسمي في الواقع، ولا يعلم بعملي وكَدِّي وتَعبي أحدٌ.
ثم أسند إلي سيدي  أعمالاً ليستْ من مهامي , وبدأتْ أشعر بمدى خسة ونذالة سيدي، فبدأ سيدي  ملاحظاته حولي، وأنني عامل كسول  وتَبَدُّل نشاطي، وأنِّي بدأتُ أرْكَنُ للكسل وغيرها من الصفات التي كانتْ تتردَّد حول ذلك المدير السابق!

فعلمتُ حينها أنَّني أُكِلتُ يومَ أُكِل ذلك المدير, وأنِّي وقعتُ في الفخِّ الذي أعده سيدي القائد الهمام ، وكأني بسيدي  وقد قلب علي ظهر  المجن, وتنبَّأْتُ بما سيؤول إليه مصيري،

إنَّ مَن ينتشي فرحًا وطربا لاستبدال غيره به يجبُ عليه الحذرُ من عاقبة فِعْله، فرُبَّما دارتِ الأيَّام وانقلبتِ الحال.

والعِبَر في هذا كله.
أن الفُرقة والاختلاف في الرأْي ياإخوتي في سقطرى  تُضْعِفُ الأفراد وتَكسِرهم، وتُمكن الأعداء منا  وتحقِّق لهم مآرِبَهم.
نعلم أن كهرباء سقطرى الحكومية تم تعطيلها بأيدي أبنائها حينما طلب منهم الأشقياء  تعطيل كهرباء سقطرى مقابل تشغيل كهرباء ذوناك الناس  ، فمالذي كان  يمنع أن تشغل كهرباء ذوناك الناس، وتبقي على الكهرباء الحكومية ، لكن الغباء المستفحل هو الذي كان حاضرا حينها.
كل الحر أجساد أهلنا في سقطرى يوم أكلت كهرباء سقطرى الحكومية. 
تأبى الرماح إِذا اجتمعن تَكَسرا 
وإِذا افترقن تَكسرَت آحادا.