آخر تحديث :الأحد-05 أكتوبر 2025-01:44ص

ميناء عدن وموقعها الاستراتيجي في المحيط الهندي...

الأحد - 29 مايو 2022 - الساعة 12:49 م
طلال باوزير

بقلم: طلال باوزير
- ارشيف الكاتب


منذ القرن الثالث (ق.م) وقبل ظهور الاسلام كانت الموانئ في كلاً من عدن ، حضرموت ، البحرين، عمان، مزدحمة بالسفن لخدمة الاقتصاد التجاري بين كل من الهند وإفريقيا من ناحيه وبين موانئ البحر الابيض المتوسط ( إنطاكيه وصور بوجه خاص) المتعاملة مع اكثر بقاع العالم نشاطاً وحيوية أنذاك ..الامبراطورية الرومانية
وازدهرت من خلال تلك الموانئ تجارة اللبان والبخور الذي يستخدم كثيراً في المعابد الرومانية

ومع مجيء الاسلام اقام العرب او وسعو ميناء البصرة وعليه نشططت تلك المؤانئ وازدهرت حركتها بشكل اوسع، إذ ازدحمت السفن العربية في بحر العرب ومضائق المحيط الهندي الغربية والشمالية والتي مدت مجال التاثير الحضاري والسياسي العربي إلى جنوب شرق اسيا وجزر الهند الشرقيه عبر خليج المنارة ( بين الهند وسيلان وخليج البنغال ) ومع ازدهار الدولة الاسلامية ونشاط حركتها التجارية نشطت ايضاً تلك الموانئ ونشأت موانئ اخرى في مدغشقر وجزر القمر ودار السلام وفي الجانب الشرقي نشطت موانئ مثل بومباي  وغيرها وبذلك اصبح المحيط الهندي احد المحاور الاستراتيجية لحركة التوازن الاستراتيجي والحضاري في العالم.

ولم يكن يهدد تلك الحركة إلا القراصنة والعواصف.
ولكن دوام الحال من المحال ..
ففي بداية القرن الخامس عشر ظهر البرتغاليون وكانو قد عرفوا الطريق إلى العمق الاستراتيجي في المحيط الهندي وبعدهم جاء الغرب كله فاحتل الانجليز عدن عام 1829م لإهمية موقعها في مضيق باب المندب والرابط بين البحر الاحمر وبحر العرب الواقع في المحيط الهندي كنقطة تلاقي وعبور بين قارتي اسيا وافريقيا.
وخلال تلك الحقبة من الزمن كان المحيط الهندي قد تحول إلى مجرد واحد من طرق المواصلات البحرية الكبرى بين الغرب وبين مصادرة من المواد الخام والايدي العاملة الرخيصة .
صحيح أن العرب قد استقلوا في دولهم الكثيرة وصحيح أن ايران والهند وباكستان ووو كانت هي الاخرى دول مستقلة ووقعت حروب كثيرة لكن مازالت ناقلات النفط وشاحنات السلع الاخرى تسير في امن الدول الغربية التي كانت تستطيع حماية مصالحها وطرق مواصلاتها البحرية من قواعدها او من قواعد اصدقائها المنتشرة على طول السواحل الافريقية والاسيوية والجزر المتناثرة بينهم.
وفي وقتنا الحالي نلاحظ وجود وقدوم كلآ من  الاساطيل والبارجات العسكرية الامريكية وكذلك الروسية والصينية في المحيط الهندي ..فهل يستيقظ المحيط الهندي وتتوقف الحرب ويعم السلام العالم نامل ذلك وان  عدن سوف تستعيد مقامها كمركز تجاري عالمي عظيم.

              بقلم :طلال باوزير