كثيراً ما نسمع من يقول: إن فرص الحياة شحيحة، وهناك من يقول: إنها تأتي مرة في العمر، وآخرون يقولون: انتهز الفرصة عندما تأتي، لأنها لن تعود، وغيرها من المقولات التي في مجملها تدور حول لحظة زمنية يضع القدر أمامك فيها سبباً يؤدي إلى تحقيق ما ترغبه.
فحين كنت اسمع هذه الكلمة من (الشيخ الشاعر والصديق عبدالله بن شفران العجمي) كنت اتوقف كل لحضة واصبحت هذه الكلمة تتردد على لساني (هي إلا فرصة)
وكما هو واضح، فإن مثل هذه المقولات لا تستند إلى أرض من الواقع، ولا يدعمها أي جانب علمي، هي فقط مقولات هلامية وهمية، تجعل البعض يتوقف في انتظار الفرصة الحياتية التي تمر بالأشخاص مرة واحدة، لكن الحقيقة الواضحة تقول: إن الحياة في مجملها عبارة عن فرص متوالية ومتعددة تمر بنا، وهناك من يجيد اقتناصها وتوظيفها، وهناك من يتجاهلها، عندما تنجح وتنهي المرحلة الجامعية، تكون حصلت على فرصة وأحسنت استغلالها، عندما تتقلد وظيفة تكون قد حصلت على فرصة وانتهزتها، عندما تطور مهاراتك وتزيد معارفك وترتقي في عملك تكون قد وظفت فرصتك التوظيف الأمثل، عندما تتزوج وتبني حياة أسرية جديدة، تكون فرصة قد لاحت واقتنصتها، عندما تتوفر بين يديك المادة والمال بسبب وظيفتك فتقرر السفر والذهاب في رحلة سياحية مميزة، تكون فرصة عابرة اقتنصتها، هكذا هي الحياة عبارة عن عمل وجد واجتهاد، ولا سبيل للحصول على الفرص فيها إلا من خلال العمل، لا توجد فرص خيالية أو فرص تمر بك وأنت قابع في مكانك وتنتشلك وتدفع بك نحو الأمام.
هناك الكثير من رجال الأعمال الناجحين والمثقفين والكتاب والمؤلفين الملهمين، فضلاً عن علماء لهم شهرة وسمعة عالمية، يؤكدون أن الفرصة الذهبية الحقيقية تكمن في تعليم قوي واستعداد للحياة ومعرفة ووعي، وليست أبداً في حظ عابر، أو أمل لا أساس له، الفرصة التي تنتظرها عبارة عن وهم لن يتحقق، ادرس وتعلم واعمل وطور من نفسك، وستجد الفرص الكثيرة التي تنهال عليك تباعاً.