في هذه المناولة سنقدم تلخيصاً موجزاً لهذا الكتاب للمؤلف الأمريكي ( باتريك جيه بوكانن )
عمل مسشتشاراً لثلاثة رؤساء أمريكيين , صحفي متمكن يكتب أعمدة لأهم الصحف الأمريكية .
هذا الكتاب ينبغي أن يُقرأ بعناية من قبل النُخب المثقفة اليوم , لما له من أهمية في تشخيص واقع القارة العجوز وتحليل النظام العالمي الحالي ..وذلك لاستشراف المستقبل القادم وأين نحن منه .
*توطئة .
"هذه هي الطريقة التي ينتهي بها العالم , هذه هي الطريقة التي ينتهي بها العالم ...يموت بلا ضجيج ..بل بالأنين والنشيج"
ت.س. اليوت
" ..أقول لقد ماتت ..أقول ماتت ولا أقول تلاشت , لأنها كانت كائناً عضوياً حياً , كانت حضارة تقوم على أساس الأسرة ..وما حل محلها ليس كائناً حياً ..إنَّه مجتمع متذرذر , بدون أمن , بدون دفء, إنَّه فوضى من علاقات متشظية ميكانيكية "
ستروم جاميسون .
" إنَّ موت الغرب ..ليس تنبؤاً بما سيحدث , إنه تصوير لما يحدث الآن ..إنَّ أمم الأرض تموت وهي تواجه أزمة مميتة "
المؤلف
"هذه البلد كانت طيبة جداً ..لا أدري ما الذي دهاها "
جاك نكسون
" يا سيدي بات أنَّنا نَفْقِدَ البلد الذي نشأنا فيه ..فحالنا كحال من يرى والده في نزع الموت وهو عاجز عن أن يقدم له شيئاً ...أيعقل أنَّ هذه هي أمريكا التي يذكرنا قادتها بأنها الأفضل عالمياً على كل المستويات وأنها عملاق الاقتصاد العالمي ..ويقولون : لقد ربحنا الحرب الباردة ..إنَّ هؤلاء لايدرون أنَّ أمريكا تتعرض لثورة اجتماعية وأنَّ أمريكا اليوم ليست أمريكا عام 70 م بل ولا حتى عام 80 م..لم يعد الشعب اليوم هو نفس الشعب بالأمس "
( المؤلف)
يقول ( وليام ماك بوسست ) وهو مستطلع للرأي :
"هناك قوتان ضخمتان تصتطدمان في أمريكا ..قوة مسيحية محافظة دينياً , وأخرى متسامحة إجتماعياً توافق على تخيير المرأة بين الحمل أو عدمه علمانية..
وعلى إثر هذا الصراع انقسم الشعب الأمريكي إلى قسمين متعاديين "
يقول المؤلف :
"لقد أصبح هناك عدو داخل الأبواب ..والشعب معرض للخطر في بلده ..فبعد أحداث سبتمبر رأينا كيف تغير وجه أمريكا ..هناك عدو مغلق متعلق بالعرقية والولاء ..بل وصل بالبعض بأن يقول :
أنَّ أمريكا لم تعد بلده , لقد انقلب العالم رأساً على ععقب ..فلم يعد العالم ذلك العالم الذي نعرفه ..
فما كان صدقاً وحقاً بالأمس هو اليوم خاطئ وكاذب ..وما كان غير أخلاقي ومخزٍ ( كالزنا والاجهاض والانتحار والقتل الرحيم وووو) صار تقدماً ويستحق الثناء .
يقول ( نيتشه ) لقد تم وصف القيم القديمة بأنها خطيئات , والخطيئات التي تُرْتَكَبُ اليوم بأنها فضائل .
فماذا حل بتلك الأمة ؟
إنَّ المتتبع لتاريخ الحضارات يجد أن هناك سنة إلهية تدير ناموس الكون وتتحكم فيه صعوداً وهبوطاً وموتاً وحياةً ..مصداقاً لقوله سبحانه :(وتلك الأيام نداولها بين الناس ) فالأيام دول بين الناس فحضارة تصعد وأخرى تموت وحضارة تزدهر وأخرى تندثر .
وحضارة الغرب شأنها شأن كل الحضارات بدأت بالإزدهار ثم مرت بمرحلة الإستقرار وهي اليوم آيلة للسقوط والأفول .
لكن مايميز إنتهاء حضارة الغرب اليوم وأمريكا أنَّها ماتت بأيديهم هم أنفسُهم .
ذلك ما يعرضه الكاتب على صفحات هذا الكتاب بكل قوة ووضوح .
لقد حاولت هذه الحضارة أن تُبني الأنسان من الناحية المادية البحتة وأهملت الجانب الروحي والأخلاقي والسلوكي ..
فنحٌَتْ التشريعات الإلهية , وعطلت القوانين الضابطة لسلوك البشر ودعت صراحة إلى علمنة الحياة ..
فأوصلت الإنسان ليسير على ظهر القمر ...لكنها عجزت عن أن تجعله يسير سوياً على ظهر الأرض..فحلت بهم الكارثة .
فحصل اختلال في الموازين والقيم والفضائل والرذائل فتعرضت المجتمعات الأوروبية وأمريكا لهزات إجتماعية عنيفة صدعت بنيانهم وشققت تماسكه ..حتى أصبحت كل بلد من تلك البلدان كأنها شعبان وبلدان ..
بلد قديمة تموت , وبلد جديدة تنال ما تستحق .
فالذين ولدوا بعد عام 1960م يشعرون أنَّ بلدانهم بلدان متعصبة رجعية قمعية مملة ..
لذلك نفض هذا الجيل الغبار عن أعقابه وانطلق يبني الحضارة الجديدة..ضارباً عُرْضَ الحائظ بكل ما يتعلق بالماضي داعياً صراحة إلى الحرية المطلقة في كل شيءٍ ( الأخلاقيات , السلوكيات , المعاملات , العلاقات الإجتماعية , التدين , حرية التجارة )
أي إحداث ثورة إجتماعية حقيقية .
والمتابع لتلك الثورة والتي بدأت نواتها الأولى مع بداية ستينات القرن الماضي ..يجد أنَّ الماسونية العالمية هي من يقف وراءها ويغذيها بالمال ويروج لأفكارها عبر الإعلام بكل وسائله , ويعمل على إفساح المجال بكل قوة لمثل تلك الأفكار المنحرفة والشاذة والتي تتنافى مع الفطرة الإنسانية وقيم التشريعات السماوية السمحة .
في عام 1964م قادت ( ماريو سافي ) حركة التحرر في أمريكا ورفعت شعار بحق الحرية للشباب والشابات دون رقابة أو تحديد من قبل سلطة ..سواءاً من قبل الأسرة أو الدولة أو المجتمع .
تلك الدعوة كانت تهدف إلى انفلات الشباب من سلطة الوالدين والمعلمين ورجال الدين وبحماية قانون الدولة ..فاجتاحت تلك الدعوة وبصورة جنونية ساحات الجامعات _ التي أَخْتِيرَتْ لبدء هذا النشاط الجهنمي _ فانطلقت كانطلاق الشرارة في الهشيم ..فرفعت تلك الحركة شعارات كان أبرزها
( هيه هيه ) كم طفلاً قتلت ..وهي دعوة للإجهاض .
وشعار :(خذ المخدر وانسجم )
(مارس الحب وليس الحرب )
( إستمتع بالحياة )
كل تلك الشعارات الشيطانية تم الترويج لها بعناية فائقة جداً ,فكان من ثمارها ..ازدهار موجات التحلل الخلقي , وازدهرت تجارة الخمور والمخدرات , وانتشرت الدعارة ,واللواط , واتيحت الفرص للربا بكل أشكاله ,
وظهرت الحركة النسوية إلى العلن ودعت صراحة إلى المساواة مع الرجل وإلى الحرية المطلقة ودعت بكل قوة إلى تقنين تلك السلوكيات الشاذة فانهارت قوانين عقوبات ( شرب الخمر , وممارسة الجنس , وقوانين الإجهاض , والقتل الرحيم , ورقابة الأسرة والمدرسة والجامعة ) بل وسُنتْ قوانين رسمية للمارسة المطلقة للشباب يعمل ما يشاء تحت حماية القانون .
فَضُرِبَ أهم عمود من أعمدة المجتمع ألا وهو الأسرة .
واختِيرَت المرأة بعناية لتكون رائدة هذا التغيير المدمر .
ففي عام 1970م أطلقت ( روبن مورغان ) على الزواج بأنَّه ممارسة تشبه العبودية , ثم أضافت وقالت : ( نحن لا نستطيع أن ندمر ثقافة عدم المساواة بين الرجل والمرأة إلا أن ندمر عملية الزواج )
وفي عام 73م دعت نانسي ليهمان و كيلين سولنجر بكل وضوح إلى أنَّ حرية المرأة تكمن في مدى تخلصها من عملية العبودية بالزواج .
وفي عام 85م قالت فيفيان غورنك : أن تكون المرأة في البيت هي مهنة غير قانونية ) وقالت صراحة إنَّ الزواج هو البغاء وأنَّ الأسرة مؤسسة فاشلة وفي أسوأ الأحوال هي سجن أو مقر دائم للعبودية.
لذلك كانت لتلك الحركة_ التي ترعاها الماسونية العالمية _ نتائج كارثية على المجتمعات الأوروبية وأمريكا .
ففي أمريكا علي سبيل المثال :
تعطلت فضيلة الزواج لتحل محلها عملية الأخدان والتي بلغت 100 % في غير المتزوجين ..
حيث قفز عددهم من ( 523000) عام 70 م إلى ( 5,5)خمسة مليون ونصف عام 2000م .
وفي إحصاء لعام 2000م تبين أنَّ الأسرة تمثل أقل من بيت واحد لكل أربعة بيوت ..بينما يشكل العزاب مانسبته 26%
ولمعالجة الآثار الكارثية لمثل تلك السلوكيات المنحرفة إخترع اللوبي الصهيوني حبوب منع الحمل والذي بدأ الترخيص به عام 60 م وبحلول عام 63م كانت 6% من النساء الأمريكيات يستعملن هذه الأقراص وفي عام 70 م قفزت النسبة الى 43% .
وفي عام 66 ظهرت قضية أخطر على المجتمع وهي عملية الإجهاض فقد كانت حينها تجري ( 6000) حالة إجهاض , وفي عام 70 م وصل الرقم إلى ( 200000) .ومع حلول عام 73م تم تقنين عملية الإجهاض بشكل رسمي من قبل الدولة فقفز الرقم الى ( 600000) حالة .
وفي غضون عقد واحد فقط وصل الرقم إلى مليون ونصف . وفي عام 2000م أجريت ( 40 ) مليون عملية إجهاض ..وفي نفس العام تم إختراع عقار يسمى ( إجهضي نفسك بنفسك ) والذي يُسْتَخدَمُ في الأسابيع السبعة الأولى للحمل فازدادت الكارثة .
وخلال تلك الفترة ظهرت دعوات الشابات بضرورة حصولهن على الحرية في ممارسة الجنس تحت حماية القانون ..فانهارت العقوبات بالفعل ضد جرائم الفواحش بشكل عام مما ولد شعور لدى الشباب والشابات بعدم حاجتهم للزواج .
فهذه السيدة ( غابر ييلي) والتي تبلغ الرابعة والثلاثين من عمرها وتعمل في بنك تقول : انا أقضي إجازتي مع صديقي _ تعاقره وتساكنه _ وذلك لسبب بسيط هو إنني لا اريد اطفال يزعجونني ..أريد أن أنام طول الليل وأقرأ وأتمتع بحياتي .
والحال كذلك في اليابان فهناك أعداد كبيرة من الشابات لايرغبن في الزواج ويفضلن أن يكنٌَ عزباوات وشعارهن ( أعيش لنفسي واستمتع بحياتي )
هكذا لمع نجم تلك الحركة النسوية وأتيحت لها فرصة الظهور وتم الترويج الإعلامي لأهدافها بصورة محترفة.. فسرت هذه الثقافة الجديدة بسرعة مذهلة في أوساط المجتمع حتى تشبع بثقافة المتعة الجنسية على حساب سعادة الأمومة ودفء الأسرة .
فرافق تلك الدعوة انتشار الافلام الأباحية والمجلات الخليعة والفن المثير للشهوة والحب الغير منضبط , وتشجيع الجنس على حساب الزواج ,
مما دفع بكثير من الشباب والشابات أن يفضلوا حياة العزوبية على حساب تكوين الأسرة .
لذلك كان من نتائج هذه الثقافة تناقص رهيب في عدد المواليد
وانحصر تكاثر الأمم , وتوقف السكان عن النمو.. وهذه هي بداية الانكماش والموت للمجتمع الغربي .
ففي إحصاء لعام 2000م تبين أنَّ هناك سبعة عشر دولة أوروبية فيها عدد الأكفان أكثر من عدد المهود .
يقول ( بيتراف _ درك ) : إنَّ أهم مفردة جديدة هي انهيار نسبة الولادة في العالم المتقدم .
في عام 1960م كان الأوروبيون والأمريكان ومعهم استراليا وكندا يبلغون ( 750 ) مليون نسمة مايعادل ربع سكان العالم .
وفي عام 2000م
تضاعف عدد سكان العالم إلى ستة بلايين نسمة إلا أن الدول ( 47 ) الأوروبية قد توقفت عن التكاثر ..وهذه الزيادة كانت من أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .
وفي عام 2050م سوف يصل سكان العالم الى تسعة بلايين نسمة بينما سيتلاشى ( مائة مليون نسمة من أصول أوروبية )
تقول ( جاكلين كاسون ) استاذة بجامعة هامبولت بكاليفورنيا :
( الحرب ضد السكان هي أزمة أخطر من الموت الأسود الذي أصاب اوروبا في القرن الرابع عشر لأن ضحاياه هم الأطفال )
لقد تبين من خلال الإحصاءات أنَّه في الوقت الذي تموت فيه أوروبا فانٌَ العالم الثالث يضيف ( مائة مليون نسمة ) في كل خمسة عشر شهراٌ ( أي مكسيكاً جديداً ) .
ومع حلول عام 2050م سيكون قد أضافوا أربعين مكسيكاٌ جديداٌ ..بينما ستكون أوروبا قد فقدت ما يعادل العدد الكلي لسكان ( ست دول أوروبية ) وهذه هي الطريقة التي تموت فيها حضارة اليوم بلا ضجيج ..بل بالأنين والنشيج .
فهذا نموذج لدولة المانيا التي تعزف فيها الفتيات عن الزواح كما تأبى المتزواجات عن الإنجاب لأكثر من طفل لعام 2050م
* سيكون ثلاثة وعشرون مليوناٌ نسمة قد اختفوا .
*سيهبط السكان الذي وصل إلى ( 82) مليون نسمة إلى تسعة وخمسين مليون نسمة .
* سيصل عدد الأطفال تحت سن الخامسة عشر الى ( 7) مليون نسمة
*ثلث السكان سيكون فوق الخامسة والستين .
والحال كذلك في كل الدول الاوروبية وأمريكا وحتى اليابان أصيبت بهذا الداء المميت فقد سجلت في عام 2000م أصفر صف دراسي في العالم لعدم وجود مواليد ..بل وقررت الحكومة أن تعطي مبالغ مالية كبيرة جداً تصل الى اربعة آلاف $ علاوة لكل طفل بشكل سنوي وذلك لتشجيع عملية الوالدة .ِِ. ولكن دون جدوى لأن السم قد سرى في جسد المجتمع .
إذا فهناك أزمة مروعة سوف تواجه أوروبا ..
فهذا النقص الحاد في عدد المواليد سيضطرهم لتعويضه من المهاجرين فمع حلول عام 2050م يجب عليهم جلب ( 169) مليون مهاجراً كي يحافظوا على عدد السكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 15_ 64) سنة , وهو سن الإنجاب وسن العمل .
علماً أنَّ هذه الموجة العاتية من المهاجرين ستحدث تغيراً ديمغرافياً في السكان.
فهؤلاء الوافدون سيندمجون في المجتمع بثقافة جديدة وفكر جديد , ومعتقد جديد ..وهذا بطبيعة الحال سيحدث انقساماً في المجتمع وصراعاً محتدماً ...ذلك ماحدى بالمؤلف أن يقول :
( إنٌَ الصراع الحقيقي للحضارات لن يكون بين الغرب وبين واحد أو أكثر ..بل سوف يكون بين الغرب وما بعد الغرب نفسه ..وقد بدأ داخل الطبقة المثقفة الفكرية ... إنه مثل سرطان القولون ..فالخطر الذي يواجه الغرب عميقاً من داخله )
يقول ( بوجو ) :
" لقد لقينا العدو والعدو هو نحن "
قبل قرن من الزمان كتب (غوستاف لوبون ) في كتابه الجمهور فقال :
"إنَّ السبب الحقيقي للانقلابات القيمية في المجتمع والتي تسبق تغيير الحضارات ..هو تعديل عميق في أفكار الناس "
والعصر الحالي هو واحد من هذه اللحظات الحاسمة التي يتعرض فيها الفكر الإنساني لعملية تحول .
وهذا الكلام ينبغي أن يُقرأ بعناية دقيقة لأنه يشمل كل الحضارات وحضارتنا واحدة منها .
والمقصود هو إنٌَ تعديل فكر الفرد بعيداً عن تراثه وتاريخه وثقافة مجتمعه ..هو بداية تحول لعصر جديد .
وهذا ما حصل ويحصل اليوم في أوروبا وأمريكا ..فجيل مابعد ستينات القرن الماضي تشبع بثقافة جديدة اجتث ثقافة الاباء والأجداد من جذورها وأحلت مكانها هذه الثقافة المتحللة من جميع القيم والأخلاق والسلوكيات الحسنة ..بل وتنكرت لتاريخ شعوبها وتراثه وثقافته .. فأصبحت هذه الثقافة الجديدة كالسم الذي سرى في الجسم فهو يعمل على إماتته ببطءٍ
هكذا كانت تلك الثقافة الوافدة والتي تشبع بها هذا الجيل هي السبب الحقيقي لموت الغرب .
يقول المؤلف :
(لقد استطاعت الثقافة الجديدة أن تتعمق في قلب المجتمع وتلغي ثقافتنا القديمة لتلقى حتفها وتُرْمَى في مزبلة التاريخ ..حقا إنٌَ الغرب يموت ).
كل تلك الهزات والتصدعات التي يتعرض لها الغرب كانت نتيجة الانقلاب على التعاليم السماوية والتشريعات الأرضية السوية والانفلات من قيود العقوبات سواءً أكانت في الاسرة أو المدرسة أو المجتمع.
فالدعوة إلى الحرية المطلقة للشباب والشابات كانت هي أس البلاء وأساسه .
يقول المؤلف ;
قرر الإنسان الغربي إنٌَه يستطيع أن يعصي الله بدون عواقب وأن يصير هو اله نفسه .
ويضيف قائلاً:
إنٌَ اجتثاث المسيحية من أمريكا مغامرة كبيرة ..وحضارتنا هي موقع خطر .. لقد ألقت أمريكا البوصلة الاخلاقية من سفينتها في البحر ..وهي الان تبحر بالتخمين الملاحي..والعقل وحده لايكفي.
لقد هدفت العلمانية الى قطع الروابط بين ثقافتنا وبين الدين المشترك ..
فتدهورت الثقافة وانهارت القيم وتفسخ المجتمع ودب الموت يسري بهدوء في جسم حضارتنا.