آخر تحديث :الأربعاء-14 مايو 2025-05:02م

الأهداف الاستراتيجية لإيران في دعمها للحوثيون

السبت - 13 فبراير 2021 - الساعة 12:11 م
جلال صالح القاضي لزرق

بقلم: جلال صالح القاضي لزرق
- ارشيف الكاتب


1. أقامت المذهب الشيعي الاثناعشري ونشره في اليمن والجزيرة العربية.
2. السيطرة على منابع النفط جنوب الجزيرة العربية.
3. السيطرة على المضائق البحرية و السيطرة على خطوط الملاحة البحرية العالمية.
اولأ :أقامت المذهب الشيعي الاثناعشري ونشره في اليمن والجزيرة العربية
استطاعت إيران من الحصول على موطى قدم في شمال اليمن ودعمت جماعة الحوثي فكريا وماديا ومعنويا ودبلوماسيا في المحافل الدولية والاقليمية بمساندة روسية واضحة لا تخفى على أحد واستمرت إيران في دعمها بكل الإمكانيات والقدرات العسكرية والمادية والمعنوية حتى سيطرت على صنعاء وباقي المحافظات الشمالية والغربية لليمن وبدأت في تغيير المناهج الدراسية على كل المستويات من التعليم وإدخال المنهج الشيعي في كل مراحل التعليم الأساسية والثانوية والجامعية لتخريج جيل ينتهج الفكر الشيعي الاثناعشري وتغيير الفكر الفسيولوجي للتركيبة الاجتماعية في اليمن وقد نجحت إلى حد ما في ذلك وبدأت نشر هذا الفكر الى جنوب المملكة العربية السعودية التي يقطنها الاسماعيليين (الأدارسة) وذلك للوصول الى أهدافها الاستراتيجية المذكورة سابقاً.

ثانياً: . السيطرة على منابع النفط جنوب الجزيرة العربية

استطاعت الجماعة الحوثية من السيطرة على أجزاء رئيسية من محافظة مأرب والجوف ولاتزال المعارك مستمرة للسيطرة على هذه المحافظتين لما تمتلكه من مخزون استراتيجي من النفط والغاز والثروات المعدنية وقد حاولت السعودية إجبار اليمن على توقيع معاهدة لمنع التنقيب عن النفط والغاز في محافظة الجوف لكن السلطات اليمنية رفضه التوقيع على تلك المعاهدة وفي حال نجاح الحوثيون السيطرة على تلك الحافظين ستواصل تقدمها شرقا واستكمال أهدافها الاستراتيجية والوصول إلى محافظة حضرموت والمهرة .

كما ستوسع نفوذها في جنوب المملكة العربية السعودية حتى تسيطر على مناطق نجران وجيزان وعسير وخميس مشيط لكي تكتمل السيطرة على المناطق الحدودية التي يسكنها الاسماعيليين الذين ينحدرون من المذهب الشيعي ' ومن المعروف أن سلطنة عمان تعتنق المذهب الاباضي الشيعي و بهذا يكون قد أقامت إيران الهلال الشيعي علما بأن شرق وشمال السعودية يوجد فيها شيعة وكما هوا معروف ان منابع النفط في اليمن ممتدة من الجوف الى حضرموت والمهرة وبهذا تكون قد حققت الهدف الثالث الاستراتيجي لها . ومن يعتقد أن الجماعة الحوثية الإيرانية ستكتفي بمارب والجوف فإنه واهم وغلطان فهذا الجماعة وان دخلت في مفاوضات فإنها لن تستمر فيها وستأخذ ما تريده من هذة المفاوضات وتعيد ترتيب صفوفها وتستمر في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لإيران لكون هذه الجماعة لأ تمتلك القرارات بل هي أداة إيرانية بمتياز نأتي إلى النقطة الأخيرة والاهم في هذا الموضوع الا وهوا .

السيطرة على المضائق البحرية و السيطرة على خطوط الملاحة البحرية العالمية لقد نجحت القوات المشتركة في الوصول إلى مدينة الحديدة لكن القوى الدولية منعتها من السيطرة على ميناء الحديدة والدخول إلى المدينة بحاجة الجانب الإنساني و حقوق الإنسان أجبرت السلطات اليمنية الدخول في مفاوضات مع الحوثيين حتى يعطي الحوثيين فرصة في ترتيب صفوفها و معاودة القتال .

في حال أن الحوثيين استطاعوا انجاز أهداف إيران في الاتجاه الشمالي الشرقي لليمن ستعود المعارك إلى الاتجاه الغربي لاستكمال السيطرة على الحديدة والمخاء والوصول إلى باب المندب وعندما تسيطر الجماعة الحوثية الإيرانية على مضيق باب المندب وكما هوا معروف أن إيران مسيطرة على مضيق هرمز وبسيطرتها على المضيقين تعتبر أنها سيطرت على الاقتصاد العالمي لكون ثلث النفط العالمي يمر في هذين المضيقين و تعتبر قد فرصة أجندة جديدة على اقتصاد العالم وأجبرت جميع دول العالم الامتثال لها ولن يأتي هذا إلا بسيطرتها على جزيرة ميون التي تعتبر البوابة الجنوبية للبحر الأحمر وستواصل إيران والجماعة الحوثية تقدمها حتى تسيطر على خليج عدن. لقد حاولت هذه الجماعة التقدم باتجاه عدن لكنها فشلت فشلا ذريعا ولن تقدم على التمدد بالأرض ولكن ستتقدم بحريا من خلال السفن الحربية الإيرانية الموجودة في المياة الإقليمية لخليج عدن وهي متواجدة حاليا فيها بذريعة مكافحة القرصنة البحرية أما بالنسبة للخطوط الملاحية البحرية ستكون إيران والجماعة الحوثية قد فرضت واقع جديد للممرات البحرية وستكون الحليف الاستراتيجي للصين و روسيا في تأمين طريق الحرير الصيني الذي تسعى الصين أقامت وقد رصدت الصين له تريليون دولار لإقامة هذا الصرح الاقتصادي الذي سيغير مجرى الاقتصاد العالمي ولكن هنا يراودنا سؤال جوهري هل امريكا ستقبل بهذا الأمر وتكتفي لكون المصالح الاستراتيجية للاقتصاد الأمريكي سينهار تماما ؟

أو أن أمريكا والدول الغربية ستقدم على حرب واسعة النطاق لبقاء هيمنتها على مفاصل الاقتصاد العالمية و خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وما دخول أمريكا في خط الأزمة اليمنية إلا خوفا من الأهداف الاستراتيجية الإيرانية في الجزيرة العربية.