آخر تحديث :الثلاثاء-14 أكتوبر 2025-03:14ص

أبكم وأصم بأي حق قتلوه

الإثنين - 09 سبتمبر 2019 - الساعة 10:20 ص
حمدي العمودي

بقلم: حمدي العمودي
- ارشيف الكاتب


لا أدري لا أعلم شيئاً عن التهمة التي وجهت اليك يا عبدالله الأصم الأبكم الذي لا يعقل ولا يفهم شيئا من كلام البشر إلا بلغة الإشارة وحركاتها، لم أكن اتوقع ابداً أن هناك وحوش بشرية وشياطين من الأنس سوف ترتكب جرائم بشعة وأعمال قذرة بحق اناس ابرياء بل بحق شخصا ما قد ابتلاه الله سبحانه وتعالى بمرض ما أو ببلاء آخر ابتلى الله به عباده الصالحين والطيبين.

لم اتخيل ولم اتوقع أن تقع  جريمة بشعة في بلادي أحور،عبدالله مات مشنوقا مربوطا بجذع احدى الاشجار وبطريقة وحشية قذرة استخدم الجاني في ارتكاب جريمته أسلوب موتا بطيئاً حين ربط حبل المشنقة برقبة عبدالله وقيد يداه ورجليه، لم يكتف الجاني بهذه الطرق بل استخدم طرقا اخرى خلع ملابس عبدالله الرجالية واستبدلها بملابس نسائية والبسها عبدالله ثم انقض الجاني على فريسته وشد حبل المشنقة وغادر وترك ضحيته خلفه.

المظلوم عبدالله كنت اعرفه شخصيا حينما يأتي إلى مزرعتنا قبل سنوات عندما كنا نمارس مهنة الزراعة أنا ووالدي واخوتي فكان عبدالله الأبكم والأصم لا يعرف لغة العنف والشدة ولا يعرف معنى الخيانة ولا يميز بين ملذات الدنيا وشهواتها.

المظلوم عبدالله كان دائما يعتاد الذهاب إلى منطقة البندر الساحلية الواقعة بمديرية أحور بمحافظة أبين لغرض طلب الله من الرزق الحلال أو من أجل الحصول على الأسماك الطازجة من الصيادين الخيرين الذين يسارعون في تقديم الأسماك إليه والبعض الأخر يتبرع بمبلغ مالي ليهدي به إلى عبدالله ثابت،

بل كان المظلوم عبدالله يذهب الى بعض المنازل المعروفة بالكرم فيقدمون اليه الطعام والماء والملبس لكونه شاب اصم وابكم واحتساب الأجر والفضل من الله تعالى.

وخلال أيام عيد الأضحى المبارك اختفى المظلوم عبدالله عن الأنظار لأيام عديدة ولكن أبواه لم يخبروا الناس بفقدانه لانهم يعلمون أنه عبدالله يذهب إلى مناطق معروفة وسوف يعود،

ذهب والده ثابت الزبيدي باحثا عنه أياما لعله يجده ولكن دون جدوى، وفي يوم السبت الـ8 من سبتمبر 2019 قرر والد عبدالله أن يبحث في اماكن تواجد الاشجار القريبة من مناطق الساحل حيث ان والد عبدالله ضعيف الرؤية ضعيف البصر ذهب من شجرة الى شجرة وفجأة رأى ثياب ولده عبدالله معلقة بجذع الشجرة فعرفها برغم ضعف البصر فذهب مسرعا الى اهالي منطقة البندر واخبرهم انه وجد الثياب وسارع الأهالي بالذهاب فوجدوا عبدالله مشنوقا وجثة قد تحللت ورائحتها كريهة.

لا أعلم الجرم الذي ارتكبه المظلوم عبدالله وماهي اخطائه ليعاقب بمثل هذه العملية الاجرامية الحقيرة التي ارتكبتها الحوش البشرية بحق فئة الصم والبكم،

لا اعرف الجملة التي أخرجها المظلوم عبدالله ليتم قتله وبطريقة بشعة تقشعر لها الابدان.

المظلوم والشهيد عبدالله ثابت الأبكم والأصم  وكلنا أمرك إلى الله تعالى فهو الذي يعلم الغيب ومافي الصدور ويعلم من فعل تلك الجريمة بحقك.

وفي الأخير

أطالب كلاً من.

مدير عام مديرية أحور

ومدير أمن مديرية أحور والبحث الجنائي بالمديرية

قيادة الحزام الأمني قطاع مديرية أحور

بالبحث والتحقيق في هذه القضية ومعرفة مرتكبيها ومحاسبتهم فهذه القضية قضية مجتمع بأكمله فإن تم السكوت عليها والتهاون بمثل هذه الحوادث الاجرامية قد يجر الجناة ارتكاب مجازر اخرى بحق اشخاص اخرين.

مطلبنا تحقيق العدالة ومعرفة الجناة المجرمين.