آخر تحديث :الأربعاء-14 مايو 2025-08:19م

شيطنة المجلس الإنتقالي

الإثنين - 12 أغسطس 2019 - الساعة 07:38 م
عبدالقوي الشامي

بقلم: عبدالقوي الشامي
- ارشيف الكاتب


 

مما لا شك فيه، أن التطورات المتلاحقة التي شهدتها عدن نهاية الأسبوع الماضي، سيكون لها تأثيراتها الأستراتيجية الفاعلة، على اليمن وعلى الجزيرة والخليج. وأن النتائج التي خلصت اليها تلك المواجهات، تشي بدخول المنطقه، مرحلة جديدة من التجا ذب، وفق حسابات جيوسياسية، لا شك ستكون مختلفة كل الأختلاف، عما كانت عليه سابقاً.

فالمشهد في الجنوب تداعى كثيراً وما زال ينذر بالكثير من التطورات، التي قد تضع حد لحالة المراوحة في المواجهة مع الحوثي منذ إنطلاق عاصفة الحزم العام 2014 . وهذا ما يفسر ردود الفعل الأعلامية العنيفة. وتحديداً ذلك الخطاب الإعلامي الموحد، الذي جمع بين النقيضين، قناة العربية السعودية، وقناة الجزيرة القطرية ومشتقاتهما..

فللمرة الأولى، يتفق هذان الكيانان الإعلاميان اللذان يحتلان سماء الجزيرة والخليج العربيتان، منذ سنين خلت، يتفقان لأول مرة في مفرداتهما العدائية بحق الجنوب، ومجلسه الإنتقالي. وهما اللذان يتصف أدائهما بالعداء المتبادل. والتنابذ في كل القضايا، التي شهدتها الساحة العربية، خلال العقود الماضية. ولم يتفقا على قضية واحدة منذ تسعينيات القرن الماضي، فلأول مره يتفقان في عاصمة الجنوب عدن.. وإن كان لكلٍ منهما مفرداته في تصوير ما حدث، ولكل منهما تصوراته، لمألآت تلك المعركة المصيرية بالنسية للجنوبيين.. الا أنهما إتفقا في قضية واحدة، هي شيطنة المجلس الإنتقالي الجنوبي..

أستطيع أتفهم موقف جزيرة الإخوان المسلمين. بإعتبارها بوقاً، ينعق على طول الخط بإسم جماعة لا تؤمن بفكرة الوطن، جماعة تسعى بكل الحيل والسبل والمؤمرات لتدمير الأوطان. وتاريخها يشهد بذلك مند تأسيسها في مصرعلى يد المخابرات البريطانية العام 1928.. أما ما يدفعني للذهول والإستغراب، أن تتحول قناة العربية الى منصة للدفاع عن الأخوان المسلمين في عدن، تحت مبرر، أن المستفيد الوحيد من الحرب هو الحوثي.

قد يكون هناك شيٌ من الوجاهة في هذا الإستنتاج، ولكن ما نراه نحن الجنوبيون أكثر وجاهة، وخطورة، هو بقاء الأمر الجنوبي، بإسم الشرعية، بقائه، بيد الأخوان المسلمين. فالأخوان شأنهم شأن الجوثيين، فهما جماعتان متأدلجتان، لا تؤمنان بفكرة الوطن، ولا بحقوق المواطنه. لذا من السذاجة، أن نقبل الأنصياع  لإحدهما، ونسلمها رقابنا، لتجهزعلينا وبالتالي تصفي قضيتنا، والى الأبد. وهذ ما يفسر تداعى الجنوبيون عن بكرة أبيهم بالأمس لدحر الجماعة الثانية. واليوم يكررون نفس الموقف مع الثانية.. فالجميع يدرك أن الجماعتين تشكلان جذر الإرهاب، ولا أمان لأحدهما، كما ولا أفضلية لأحدهما عن الأخرى، أياً كانت المبررات التي يتم تسويقها لنا..

 فالأمر ليس إستنتاج أيها السادة وإنما حقائق حدثت على الأرض، وعايشناها، وإن عن بعد، في غزة وفي مصر و ليبيا والقائمة تطول. فلن ننتظر حتى يتم رمينا من فوق أسطح المباني. أما القول بإن أخوان اليمن يختلفون عن نظرائهم في تلك البلاد. نقول لأصحاب هدا التفكير الساذج: بأَمارة ماذا..؟ آبأَمارة أداء إِمارة مأرب الأخوانية. فللنظر الى النتائج التي حققتها تلك الجبهة الخاملة طوال الأربع سنوات الماضية، فالتكاليف بالمليارات، والنتائج أسر، حمار في جبهتم التاريخية التي تراوح مكانها في فرضة نُهُم العتيدة..

ختاماً نوجه الدعوه للقائمين على الخطاب الإعلامي للعربية وأخواتها الى إعادة النظر في موقفهم مما يدور في عدن وبقية المحافظات الجنوبية. فالقضية ليست قضية مجلس أنتقالي، وإنما قضية شعب، يناضل من أجل إستعادة دولته..