اليوم الثاني من شهر ديسمبر عام 2013م لم يكن يومًا عاديًا في تاريخ حضرموت , ففي صبيحة ذلك اليوم فجعت حضرموت بمدنها وبواديها ساحلها وواديها بحادث أليم إلا وهو اغتيال الشهيد القائد سعد بن حبريش العليي الحمومي مؤسس ورئيس حلف قبائل حضرموت ومقدم طائلة قبائل الحموم الذي ناضل من أجل استعادة حقوق حضرموت المنهوبة وبذل كل وقته وجهده بل وعمره في سبيل نيل حضرموت وأهلها لحقوقهم المسلوبة من قبل جبابرة ذلك الزمن وأفنى عمره ونال الشهادة وهو يناضل في سبيل ذلك الحلم وهو انعتاق حضرموت وتخليصها من براثن التملّك من قبل ثلّة تسلطت على مقدراتها المكنونة في جوف أرضها وبحرها واستفادت دون سواها من خيرات حضرموت وتركت أهلها وناسها فريسة لرجال جيش ذلك الزمان الذين كانت أعدادهم تكفي لعدّ أنفاس أهل حضرموت نفَسًاً نَفَسَا..
وباستشهاد ذلك الرجل الذي أجمعت عليه حضرموت كرئيس ومؤسس لذلك الحلف.
ولاستنكار الطريقة التي تمت بها عملية اغتياله ممن كانت مهمتهم الأساسية حفظ الأمن والاستقرار بالبلد لا إرهاب أهله وناسه , ونتيجة لتراكمات الممارسات السيئة الكثيرة بحق حضرموت وأهلها ولكون شخص المقدم سعد متبنيًّا تحقيق مطالب الحضارم في نيل حقوقهم المغتصبة؛ هبّت لذلك الفعل حضرموت قاطبة يوم العشرين من ديسمبر في ذلك العام.. هبّة شعبية لها ما لها وعليها ما عليها من أحداث رأى فيها بعض منتقديها بأنها قد أتسم بعضها بالاستغلال من قبل مجموعة هنا أو هناك ولكن تبقى الهبة ويومها يوم 20 ديسمبر 2013م تاريخ يتم التأسيس عليه والبناء للمستقبل رغم ما يقال بما شاب ذلك كما أسلفنا.
ويبقى يوم الهبة خالدًا في وجدان الحضارم يجب ان نستلهم منه المفيد والجيد لو أحسنّا التدبير والتفكير في المستقبل بعقل صائب وتفكير متمعّن وحددنا خياراتنا وتركنا جانبًا التخوين والتهوين وجعل الماضي عبرة لنا وليس قيدا يكبّل توجهاتنا للمستقبل وانطلقنا جميعا يدًا واحدة مجتمعين لنيل ما نصبوا إليه .
لقد كان جامع حضرموت ثمرة من ثمار تلك الهبّة وما حاز عليه الجامع من التفاف ومباركة نالها حتى من منتقديه يجب الانطلاق منها والعمل مع الجميع دون استثناء، نحن بأمس الحاجة اليوم إلى استعادة زخم الجامع وما رافق مخرجاته من إجماع وما حظي به من التفاف وطني وما رافقه من آمال وطموح جامح.. يجب على قادة الجامع التفكير عميقًا فيما يعيق عملية الانطلاقة الحضرمية وإزالة كل شائبة قد تعمل على تأخير انطلاق المارد الحضرمي الكائن في النفوس لكي ننعم بالخير جميعاً ونَسعَد ونُسعِد كل ما حولنا.
فقد أظهرت الهبّة زخماً والتفافاً حضرميًا عارمًا حينها، وكان الجميع يدًا واحدة لنيل الحقوق وتحقيق المطالب ..
إننا في حضرموت ننطلق من إرث حضاري زاخر بالحضارة والمدنية ولنا أجداد كان لهم شرف نقل الرسالة المحمدية إلى أصقاع المعمورة لا بحد السيف ولا العنف والإكراه ولكن بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وكان لنا شرف ان تكون أكبر جالية إسلامية في العالم قد اهتدت لتعاليم الإسلام الحنيف عن طريق أجدادنا ومعاملاتهم مع تلك الشعوب..
فهل ننهل من ذلك المنهل ونرتقي بأنفسنا اليوم تيمُّنا بهم.