منذ انطلاق ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة من قمم جبال ردفان ضد المستعمر البريطاني،ومع كل ذكرى تمر علينا تخلد هذه الذكرى،ذكريات احتلال الأوطان.
وتخلف قبل خروجها مسامير التفرقة وما عانيناه نحن من قوى الاحتلال والاستعمار لهو دليل واقعي على ذلك،ففي نهاية الاستعمار البريطاني بعدن والجنوب ككل أوجد الاستعمار مسمار أخير قبيل مغادرته ارض الجنوب،فقد زرع الفرقة وشق جسد الثورة بين كل من جبهة التحرير والجبهة القومية،وتسبب ذلك بحدوث شقاق بين أوساط المجتمع والنخب السياسية،ترك ذلك أثرا نعاني منه الى يومنا هذا.
وعندما أتى المد الاشتراكي الذي أتى في مرحلة فراغ سياسي والذي أوجد لنفسه حاضنة شعبية لتثبيت وترسيخ مشروعه السياسي ،وقبل أنهيار معسكر المنظومة الاشتراكية عكس ذلك على اللحمة الشعبية ودق آخر مسمار في شعبنا تمثل ذلك بأحداث يناير 1986م المشئومة وهو الصراع بين الزمرة والطغمة وزاد ذلك من تشظي وانقسام في مجتمعنا ككل،وترك اثر نعاني منه الى يومنا هذا،وذلك دفع بدخول الجنوب بوحدة مع الشمال مرغومين.
وقبل انتفاضة 2007م وثورته المجيدة بدأت بخروج الشمال بعد احتلاله الجنوب هو الآخر أوجد مسمار في جسد ولحمة ثورتنا تمثل بالفدرالية ومخرجات الحوار الوطني وكذا إحياء صراعات كانت قبل الاستقلال،واستثمار تلك الصراعات التي تأصلت من قبل،لتنفيذ أجندته الخبيثة وبعد حرب ٢٠١٥م أقدمت حكومة الاحتلال على دق مسمار آخر لتحريف أهداف ثورتنا السلمية عبر ما يسمى الائتلاف وارتباطها ودورها وشراكتها لدول التحالف ولتفريق الأهداف التي قامت من اجلها هذه الشراكة العربية الأصلية،فهكذا عهدنا تاريخ المحتل في كل المراحل والأزمنة وفي مختلف بقاع المعمورة،فماذا بعد ذلك في المستقبل القريب.