تعيش مدينة عدن وضع مأساوي رديء وأصبحت أعظم أحلام سكانها العيش بسلام وكرامة فقد ذاقت هذه المدينة مالم تذقه أي مدينةً تم تحريرها من قبل قوات الشرعية المسنودة بالتحالف العربي .. ذاقت الذل والهوان في لقمة العيش، ذاقت الموت البطيء بدرجة غير مألوفة، ذاقت كل أنواع الظلم والقهر.
فمنذ تحريرها وهي تعاني .. تعاني من إحتقار كل من شارك أو ضحى في سبيل عودة الوطن من مليشيا الحوثي الإنقلابية ،وعانى سكنها من قلة الدخل وإنقطاع الإيرادات فالموانئ التي حُررت والتي تم السيطرة عليها في قبضة شبة إحتلال من قبل دولة الإمارات التي كانت ثاني الداعمين في الحرب ضد الإنقلاب بعد المملكة العربية السعودية.
وعانت من ظلم من تسلقوا على كراسي السلطة من بينهم تلك القيادات التي كانت من العوامل الرئيسية في الحرب ،وعانت من صمت الحكومة الموقرة على الفساد الدائر في البلد.
أين ذهب موقف دول التحالف العربي التي أتت لإستعادة الشرعية وعودة الكرامة للمواطن؟ ..أين ذهبت وعودهم في عودة عدن ومقارنتها بمدينة دبي إقتصادياً وحضارياً؟.
أتوا بظاهر الأمر النصر وتحرير اليمن وأخفوا نواياهم السيئة في تدمير الوطن ،دمروا الوطن وجدعوه من كل ملامح الكرامة والعزة.
أصبح المواطن كل همه أن يعود إلى منزله برغيف خبز ليسكت جوعه وجوع من هم في المنزل معه، لا يهتم لتبضع أو شراء فمرتبه لا يكفيه لشراء كيس أرز أو دقيق فالأسعار إرتفعت بسبب إرتفاع سعر الدولار وهذا الأمر عائد على إيقاف الإيرادات التي تذهب إلى البنك المركزي وفي نفس الوقت بسبب التلاعب بأسعار الصرف من قبل شركات الصرافة الغير مصرحة.
كل هذا يحصل في عدن؟ لقد ندمت المدينة على دخولها وصمودها في الحرب ضد الميلشيات .. لكن لازال الأمل ينبض فيها ويرسم لها صورة تخبرها بأن شمس الحرية ستشرق في ذات يوم وسينزاح الستار عن كل هذا الظلم.