كان يوم الحادي والعشرين من فبراير 2012م يوما تاريخيا مشهودا في حياة اليمنيين جرى فيه انتخاب المرشح التوافقي للانتخابات الرئاسية المشير عبدربه منصور هادي رئيسا شرعيا للجمهورية اليمنية انتخب من قبل الشعب ونال في سابقة فريدة من نوعها نسبة 99.8 % من إجمالي أصوات الناخبين.
وكانت تلك النتيجة مؤشرا لا يحتمل التأويل على مدى المكانة الرفيعة التي يتبوأها هذا المناضل الوطني البارز الذي حظي بالتأييد الشعبي وبثقة النخب والأحزاب السياسية وبالإجماع الإقليمي والدولي باعتباره الرجل المنقذ الذي استطاع ان يجنب البلد من جحيم حرب أهلية مدمرة بإمكانها تغيير معالم الجغرافيا وعجلات التاريخ بأبعاد الزمان والمكان إلى مراحل العصور الوسطى عصور التخلف والظلام والانحطاط .
لكنها الأنا وأعوذ بالله من كلمة " أنا " أي انا ومن بعدي الطوفان فبعد أن تحمل الرئيس هذه المهمة الوطنية من اجل إخراج البلد مما هي عليه حينها وبعد بدأت اللجان ممارسة مهامها في إزالة بؤر التوترات والصراعات على طريق تنفيذ إجراءات آليات المبادرة الخليجية لوحظ ان هناك سباق ماراثوني انتهازي قد بدت ملامحه تظهر هنا او هناك بين أحزاب الوفاق ( المؤتمر والإصلاح ) يشير إلى نيتهما في تحقيق القدر الأكبر من عمليات الكسب السياسي التي تدار بطرق " الفهلوة " والحبك والمكايدات من خلف الكواليس .
البعض من جهابذة المؤتمر أصيبوا بالصدمة والهلع والخوف جراء صدور القرارات الوطنية الشجاعة لفخامة الأخ الرئيس هادي المستندة على الشرعية الدستورية وأهداف روح المبادرة الخليجية المتوافق عليها باعتبار تلك القرارات وما ستتلوها من قرارات أخرى هي قرارات مصيرية ووطنية تجسد بل وتدشن لبداية عهد جديد ليمن سعيد ومستقبل أفضل على هدي روح ومبادئ قسم اليمين الدستورية وهو بذلك يؤسس لميلاد دولة مدنية جديدة .. دولة النظام والقانون والمؤسسات .. وإسقاط سياسات المراهنات والمحسوبية والتبعية والمحاباة والغش السياسي ونظريات المؤامرة .
أما جهابذة المشترك فيحاولون ان يتقمصون بلعبة تبادل الأدوار ظنا منهم ان الناس مصابون بعمى الألوان فيلجئون إلى توزيع أدوار اللعبة من اجل الدس على الآخرين والابتزاز والمتاجرة والتظاهر اعلاميآ ببراءتهم ودعمهم المطلق لقرارات الرئيس في حين ان ممارساتهم تؤكد عكس ذلك على صعيد الواقع .
المثير للعجب ان نرى أنصار المذاهب في كلا الحزبين ( المؤتمر والمشترك ) متوافقين مذهبيا وأستطاع فخامة الرئيس الهادي المنصور وبدعم من الشعب اليمني كله ومساندة المجتمع الدولي والإقليم ان يقلب الطاولة على رؤوس أصحاب المذاهب الرافضين وراء الكواليس المذهبية للحدث التاريخي الذي تحقق بوصول فخامة الأخ الرئيس إلى كرسي الزعامة للوطن اليمني .
ان الوقائع على الأرض تشير إلى ان هناك من يسعى إلى تسريب او فبركة المشاريع الصغيرة وبؤر التوترات لإعاقة تنفيذ المبادرة الخليجية وعرقلة خطط وبرامج الرئيس سعيا للابتزاز السياسي .
وهنا ينبغي ان يتنبه المثقفون والوطنيون الشرفاء ومناضلو الثورة اليمنية إلى تلك الأدوار الموزعة بين رموز وقيادات رجال الدين السياسي والوقوف إلى جانب فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في اصطفاف وطني شامل كونه أثبت بما لا يدع مجالآ للشك بأنه يحمل مشروعا وطنيا يؤسس للدولة المدنية الحديثة القائمة على مفاهيم الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية .
* خاص عدن الغد